اتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، السفارة الأميركية وقوى سياسية بالسعي إلى تعطيل الإنتخابات النيابية، معتبراً أن الذي يصوّب على سلاح المقاومة هدفه فقط استرضاء أميركا والغرب، وبعض الأنظمة العربية لنيل الدعم السياسي والمعنوي والمالي.
وفي كلمه له تناول خلالها الأوضاع اللبنانية الداخلية وآخر المستجدات في فلسطين المحتلة، أكد أنّ الشبّان الفلسطينيّين سيستمرون في عملياتهم ومقاومتهم على رغم الخذلان العربي، وأنّ المقاومة هي شريكة فلسطين في معركتها لصنع الانتصار.
وقال نصر الله: “يجب أن نقف بكل إجلال واعتزاز أمام بطولات رجال فلسطين المحتلة وشبّانها ونسائها وأطفالها وشيوخها”. وأشار إلى أنّ “ما يجري في فلسطين المحتلة له دلالات كبيرة بشأن الصراع مع العدو، ومستقبل الكيان الاسرائيلي”. وتوجّه إلى مسؤولي حكومة الاحتلال، قائلاً: “إذا كنتم تراهنون على يأس الشعب الفلسطيني وإحباطهم فأنتم واهمون”، مضيفًا: “إذا كنتم تظنون أنّ الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشبّان الفلسطينيِّين فأنتم واهمون”.
وبينما اعتبر أنّ “ما يجري في فلسطين المحتلة وحولها يحتاج إلى وقفة طويلة، وإلى مزيد من الدعم والتضامن”، أعرب نصر الله عن “الدعم والتأييد المطلق للشعب الفلسطيني ومقاومته”، مؤكداً “أننا شركاء له في هذه المعركة، وفي صنع الانتصار”.
المقاومة فرضت نفسها في حرب نيسان 96
وتناول نصر الله حرب نيسان 96، فأكد أنّ “المقاومة استطاعت أن تفرض على العدو معادلة تقوم على حماية المدنيين واستمرار عملها المقاوم”. وأشار إلى أنّ “معادلة حماية المدنيين من الاعتداءات الإسرائيلية ما زالت قائمة بفضل المقاومة”. ولفت إلى أنّ “الولايات المتحدة تدافع دائماً عن العدو المعتدي ومجازره، وتمنع حتى إدانته”.
بعض السفارات تسعى لتأجيل الانتخابات النيابية
وتناول نصر الله الاستحقاق الانتخابي في لبنان، وقال إنّ “اللبنانيين يتقدمون في اتجاه إجراء استحقاق الانتخابات النيابية”، مشيراً إلى أنّ “هناك جواً يُنْقَل عن السفارة الأميركية وسفارات أخرى مفاده، أنّ الأغلبية النيابية الحالية ستحافظ على موقعها”. وأكد أن “لا أحد يعتقد أنّ الحصول على الثلثين في الانتخابات النيابية هو هدف واقعي ومنطقي، وقناعتنا أنّ لبنان يقوم على التفاهم”، متحدثاً عن “التشتت الذي ظهر لدى الفريق الآخر في أثناء تشكيل اللوائح الانتخابية”. أعرب عن اعتقاده أن “من حقنا أن نتهم السفارة الأميركية بأنها تسعى لتأجيل الانتخابات النيابية”. وكشف أنّ “هناك همساً في بعض السفارات بتأجيل الانتخابات النيابية، من أجل ترتيب أمور الفريق الآخر”.
وإذ رأى أنه “قد يكون أحد أهداف الحديث عن تأجيل الانتخابات هو الحدّ من حماسة المواطنين على المشاركة”، قال نصر الله: “نحن نعتبر أننا نخوض معركة انتخابية، ويجب المشاركة بكل حماسة في صناديق الاقتراع”.
المال السعودي وضع في أرصدة مسؤولين
كما كشف نصر الله، أنّ مسؤولاً سعودياً أبلغه أنّ “الرياض أنفقت مالاً هائلاً في لبنان في انتخابات 2009″، مشيراً إلى أنّ “كثير من المال السعودي لم ينفق على الانتخابات، إنما وضع في أرصدة مسؤولين سياسيين في لبنان”. ودعا جميع الحريصين إلى “عدم الركون إلى استطلاعات الرأي، والنتائج المحسومة، والذهاب إلى المشاركة بكامل الحماسة والجهد”. وشدد على أنه “يجب العمل على إنجاح مرشحينا ومرشحي حلفائنا الذين يتقدمون في الكثير من الدوائر حتى من دون دعمنا”، مضيفاً: “نريد لحلفائنا أن ينجحوا في هذه الانتخابات لنتعاون سوياً في تحمل المسؤوليات”. وأكد أنّ “ليس لدى حزب الله تحالفات تحت الطاولة، إنما فوق الطاولة وفي وضح النهار”. وأعلن أنّ “تجيير حزب الله للأصوات التفضيلية لبقية الحلفاء سيكون علنياً وقائماً على التفاهم، ولم نقدم التزاماً مسبقاً لأحد”.
وأضاف: “لا نريد إلغاء أحد، ونريد أن يتمثل الجميع في المجلس النيابي بأحجامهم الحقيقية”، ورأى أنّ “الإلغائي هو من كان يراهن في حرب تموز 2006 على سحق المقاومة وبيئتها، وهو من كان يجلس مع الأميركيين ويحرضّهم على هزيمة حزب الله في حرب تموز، وهو الجاهز دائماً لتقديم نفسه للخارج، ويبدي استعداده لإشعال حرب أهلية لسحق الآخرين|.
وسأل الأمين العام لحزب الله متوجهاً إلى خصومه السياسيين: “كيف تتحدثون عن تسلّط السلاح على الحياة السياسية وحصلتم على الأغلبية النيابية في أكثر من محطة انتخابية وشكلتم حكومات؟”، معتبراً أنّ “من يحاول تضليل اللبنانيين بأنّ سلاح المقاومة هو سبب الأزمات، فلماذا لا يتحدث عن الفساد والسياسات الاقتصادية منذ 30 سنة؟”.
وقال “الرجاء من القضاة ومن المعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية ان لا تجعلوا الإنتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقة التي لا أناقش في أحقيتها”.
المقاومة تحمي لبنان بمعادلة توازن الردع مع العدو
ورأى نصرالله أنّ “الذي يصوّب على سلاح المقاومة هدفه فقط استرضاء أميركا والغرب، وبعض الأنظمة العربية لنيل الدعم المالي”. وأكد أنّ “المقاومة هي التي تحمي البلد بمعادلة توازن الردع مع العدو، ولا تطلب حماية من الدولة، كما يحاول البعض التشويش”. كما أوضح أنّ “هناك من يسعى لتشويش شعارنا الانتخابي ونحن لم نطلب حماية من الدولة لكننا لا نريد لأحد أن يستغل الدولة لطعن المقاومة”.
وبالنسبة للعلاقات مع الدول العربية، سأل الأمين العام لحزب الله: “من الذي يخرب العلاقات العربية، الذي يأخذ موقفاً من العدوان على اليمن، أم من يشن عدواناً عسكرياً مدمراً منذ 7 سنوات؟”. وأكد أنّ “اليمنيين فرضوا إرادتهم على المجتمع الدولي بصمودهم وقتالهم”، آملاً أن “تكون الهدنة مدخلاً للحل السياسي”، مرحباً في الوقت نفسه “بالهدنة في اليمن”. وأوضح أنه “ما كنا نطالب فيه منذ البداية هو وقف الحرب والمجازر، ولا أحد يسعى لاستهداف السعودية”. ورأى أنّ “الحل الوحيد في اليمن هو التفاوض، والحديث المباشر مع صنعاء”، مؤكداً أن “لا تنتظروا من أحد الضغط عليها”. ولفت إلى أن “من يخرب العلاقات العربية، هل من كان مستعداً لدفع مئات مليارات الدولارات لاسقاط دمشق أم من دافع عنها”.