ألقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي كلمة في المؤتمر الدولي بشأن لبنان، مستخدماً اللغة الفرنسية، معبرًا عن مشاعره تجاه العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا.
وقال: “قلب فرنسا، الذي نشعر به هنا، ينبض باتحاد مع قلب لبنان”.
وقدم شكره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تنظيم المؤتمر ودعمه المستمر لوطنه، مشيرًا إلى أنه في هذه الأوقات العصيبة، يجب على القادة تعزيز القيم الإنسانية من أخوة وعدالة وقانون.
وتناول ميقاتي الأوضاع في لبنان، حيث أكد أن العدوان الإسرائيلي المستمر أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون مواطن لبناني، منهم 500 ألف طفل فقدوا منازلهم ومدارسهم.
ووصف تأثير هذه الحرب بأنه “مدمر” وأكد أن العاصفة الحالية تحمل في طياتها تهديدًا وجوديًا ليس للبنان فحسب، بل للقيم الإنسانية جمعاء.
وأشار إلى أن العدوان لم يتسبب فقط في معاناة إنسانية وخسائر بالأرواح، بل ألحق أيضًا أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والاقتصاد والنسيج الاجتماعي.
وأوضح أن النزوح الكبير لمواطنينا أدى إلى أزمة إنسانية تتطلب اهتمامًا عالميًا عاجلاً.
كما انتقد الهجمات العشوائية التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية وفرق الإسعاف، والتي أودت بحياة أكثر من 150 شخصًا وتعطيل أكثر من 13 مستشفى وأكثر من 100 مركز رعاية صحية.
واعتبر ميقاتي أن هذه الهجمات تشكل “انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي” ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لمحاسبة المسؤولين.
دعا المجتمع الدولي إلى التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة وفرض وقف إطلاق النار.
أشار إلى أن الحرب زعزعت استقرار الظروف المعيشية، مما زاد من الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، حيث يجب توفير خدمات أساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى.
دعا إلى دعم السلطات المحلية في إدارة تدفق النازحين وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية.
شدد على ضرورة التمويل الدولي لمشاريع إعادة الإعمار، بما في ذلك إعادة بناء الطرق والمدارس والمستشفيات.
ميقاتي أضاف أنه “كان بالإمكان تجنب خسارة أرواح المدنيين اللبنانيين والدمار لو وافقت إسرائيل على تأييد البيان المشترك الصادر في 25 أيلول”.
وأكد أن الحكومة اللبنانية تدعم هذه المبادرة، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية واثقة من أن وقف إطلاق النار سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية ويمكن أن يمهد الطريق لاستقرار مستدام. و
ودعا إلى تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يُعد حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان.
ميقاتي شدد على أهمية التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز قدرات الجيش،مؤكداً أنه من الضروري دعم المجتمع الدولي في هذه الجهود.
كما أبدى دعمه لبعثة اليونيفيل ودعا إلى تعزيز ولايتها لضمان الاستقرار في المنطقة.
في ختام كلمته، ذكر ميقاتي أن حجر الزاوية للاستقرار الداخلي في لبنان يتمثل في انتخاب رئيس يحافظ على الدستور ويطبق الميثاق الوطني، وأن الدولة تحتاج إلى إعادة بناء جذرية لمؤسساتها.
ودعا إلى ضرورة وقف إطلاق النار الفوري، مؤكدًا أنه من المهم دعم المجتمع الدولي لتحقيق ذلك.
وقال: “نحن نعتمد عليكم وعلى أصدقاء لبنان الحاضرين هنا لممارسة كل الضغوط اللازمة لتحقيق وقف إطلاق النار”.