/ مرسال الترس /
بعد جفاء إمتد لست سنوات، قَبِل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الإجتماع برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في رحاب الضاحية الجنوبية، إكراماً للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وإلى مأدبة أفطار قلّ جداً ما كانت معلنة، أو ربما نادرة، منذ إنكفأ سيد المقاومة عن الظهور العلني من أجل أمنه الشخصي.
الدعوة، كما علم موقع “الجريدة” لم تكن بنت ساعتها، وإنما سبقتها العديد من الإتصالات والتحضيرات، وعلى مستويات عالية، لتتوج بالإفطار، الشيعي العنوان والماروني المضمون، لأن المرحلة المقبلة دقيقة جداً، وتتطلب المزيد من التعاون لتخطّيها، أو على الأقل، الحد من سلبياتها، كما جاء على لسان السيد نصر الله في مستهل اللقاء الجامع، وفق ما نقلت مصادر متابعة، وهذا ما ظهر في الإعلان الرسمي لمرشحي “المردة” في دائرة الشمال الثالثة يوم الأحد الفائت في بنشعي، حين قال فرنجيه علناً إنه مستعد للحوار في كل الإتجاهات، ومن ضمنها التيار البرتقالي، الأمر الذي ترك لدى المتابعين إنطباعاً بأن شيئاً ما إيجابياً يُطبخ على نار هادئة.
ووفق التسريبات للمصادر المشار إليها، فإن طاولة الإفطار، تبعها لقاء جمع الرجلين مع صاحب الدعوة وبعض أركانه، واستهلها بالدعوة إلى “وجوب شبك الأيدي، وفرملة الخلافات، لأن الحملة ثقيلة جداً وما ينتظرنا قد يكون أصعب مما حصل خلال السنتين والنصف الغابرتين، وما زلنا في مرحلة عض الأصابع”.
وفي حين غابت مصادر الطرفين عن التحدث المباشر للإعلام، فإن بعض المصادر المقربة عمدت إلى التسريب، بالواسطة، والتأكيد أن أحداً لم يتحدث عن اتفاق مثلاً في سياق الانتخابات النيابية. إنما التركيز كان على الحد من التشنجات إلى أقصى الحدود، والإبتعاد عن التحدي، والسعي لتبادل تمرير الكرات الصديقة، وعدم التصويب على المرمى مباشرة، وبخاصة في الأقضية التي تشكل ملعباً لهذا الفريق أو ذاك.
كما جرى في اللقاء التشديد على أنه بدل التلهي بإيصال هذا الصديق، فليعمد الفريقان لتوحيد الجهود ضد من يشكّل تهديداً للطرفين في ألاقضية الأربعة للدائرة، مع ما يرافق ذلك من استبعاد الوجوه التي تشكل “طن أذن” للطرفين، إضافة إلى سحب فتائل التشنج عبر وسائل إعلام الطرفين وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، لتمرير الإستحقاق الإنتخابي بأقل قدر من الخسائر، وأكثر عدداً في الأرقام التي تؤذي العدو المشترك، لأن اللقاء بحد ذاته وأهميته يوازي اتفاق مار مخايل في العام 2006.
سيشكل اللقاء، غروب يوم الجمعة في الثامن من نيسان الحالي، تاريخاً سيظل مؤسساً للاستحقاقات المقبلة، ومن إستطاع جمع الأضداد يستطيع أن يبقى راعياً لخير الطرفين، والمجموعة التي تشكل محوراً لم يعد هدفاً للداخل فقط، وإنما للخارج المتحكم في مصائر الشعوب.