مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 13/10/2024
بنيامين نتنياهو أعلن حربًه الثالثة. فبعد حربِه على حماس وعلى حزب الله، ها هو اليوم يعلن الحربَ على قوات اليونيفيل. فهو حثَّ في تصريح رسميٍّ الأمينَ العام للأمم المتحدة على نقل قواتِ السلام الدولية من مناطق القتال، معتبراً أنّ حزب الله يستخدم اليونيفيل كدرع بشري. موقفُ رئيسِ الحكومةِ الإسرائيلية يعني أمراً واحداً: تهيئةُ الظروفِ الموضوعيّةِ اللازمة لتَشُنَّ إسرائيل حربَها ضدَّ حزبِ الله متحرّرةً من أي قيد، وتحديداً من وجود قوّةٍ لحفظ السلام في مناطق القتال. الموقف النافر لنتيناهو تَرافَقَ مع كشف جريدة “يديعوت احرونوت” عن إجراء وزيرِ الدفاعِ الإسرائيلي يوآف غالانت مراجعاتٍ أمنيةً مع المسؤولين المعنيّين بسير المعارك في الجبهة الشمالية. وقد أعلن غالانت بعدَها أنّ إسرائيل لن تسمح لمقاتلي حزبِ الله بالعودة الى القرى الواقعة على الحدود مع شمال إسرائيل، كما زعم انه لم يبق عند حزب الله سوى ثلث الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. كلُّها مؤشّراتٌ تؤكدُ أنّ إسرائيل ماضيةٌ في حربها، وأنّ الجهود الديبلوماسيّة لن تصل إلى أيّ نتيجة وذلك لأنّ إسرائيل تصرُّ على استكمال حربها، وبسبب عدمِ وجودِ موقفٍ لبناني واضح بالنسبة الى تطبيق القررا 1701 بكل مندرجاتِه، والتي تتضمّن القرار 1559 و ال 1608 . ميدانياً، الحرب المفتوحة مستمرة في لبنان، والتي تتنقّل جنوباً وبقاعاً، وقد أدّت إلى جرح ثلاثةِ عناصرَ من الجيش اللبناني في منطقة مرجعيون. لكنّ التركيزَ الأكبر يبقى على الهجوم ضدَّ إيران الذي تُعدُّه إسرائيل على نار هادئة كما يبدو. وقد لفت ما قاله وزيرُ الخارجيةِ الإيرانية عباس عراقجي الذي أكد أن ليس لدى ايران أيَّ خطوطٍ حمراء في الدفاع عن مصالحها. فهل يعني هذا أن الحرب الشاملة لا تزال واردة؟
عبواتٌ ناسفةٌ في رامية وتفجيرُ آليات، والتحامٌ في عيتا الشعب وبليدا وغيرِهِما، وصواريخُ الى زرعيت والمنارة وشوميرا، وحتى طيرةِ الكرمل الواقعةِ ما بعدَ حيفا..
ومعَ كلِّ الاِطباقِ العسكريِّ على الاعلامِ اعترافٌ صهيونيٌ بنحوِ ثلاثينَ جريحاً، وتسريباتٌ اعلاميةٌ لقنوات مقربة منهم كشفت عن خمسةِ قتلى، وحديثُ المستوطنينَ عن حادثٍ صعبٍ عندَ الحدودِ معَ لبنان..
هي ايامٌ صعبةٌ وليست حادثاً فقط – كما يؤكدُ رجالُ اللهِ في الميدان، الذين يُذيقونَ المحتلَّ بعضَ البأسِ منفذينَ الوعدَ الذي قطعَه القائدُ العظيمُ والشهيدُ الاقدس – سماحةُ السيد حسن نصر الله، من انَ الدخولَ الصهيونيَ الى الاراضي اللبنانيةِ فرصةٌ كبيرةٌ لنا..
والفرصةُ ببداياتِها وغنائمِها حتى الآنَ ما لم يَكُن يتوقَعُهُ المحتلُّ من قتلى وجرحى، وجيشٍ مشظًّى، يتلطَّى خلفَ مشاهدَ استعراضيةٍ لجنودِه بمنازلِ اللبنانيينَ عندَ الحافةِ الامامية، ليُستِّرَ على خسائرِه واصواتِ خوفِهم واعتراضِهم على قراراتِ حكومتِهم التي تورطُهم بالوحلِ اللبناني..
والوحلُ هذا سيتحولُ الى الكارثةِ بحسَبِ الاعلامِ الاميركي، الذي عنونَت صُحُفُه كـ “ناشيونال انترست” : تل ابيب امامَ مفترقِ طرق، محذرةً الصهاينةَ من الغطرسةِ كما اَسمتها، وتوسيعِ الحرب، فما يَنتظرُهم بحسَبِ الصحيفةِ صعبٌ جداً، والمعنوياتُ التي كَسِبُوها من الاغتيالاتِ لقياداتِ حزبِ الل سرعانَ ما ستُبدّدُها خسائرُ الميدانِ معَ توسيعِ الرُقعةِ الجغرافيةِ للاشتباك..
والاشتباهُ لدى البعضِ من اعداءِ المقاومةِ انَ الامورَ باتت بمتناولِ ايديهم، نُحيلُهم الى كلامِ الاميركي الذين لا يسمعون لغيره، والى اضطرارِ البنتاغون للحضورِ الى تل ابيب بعسكرِه ومنظوماتِ ثاد للصواريخِ دفاعاً عن الكيانِ المربَكِ عندَ مفترقِ طُرُق. ومعَ كلِّ القتل والاجرام والدمير الصهيوني على مساحة الوطن، ومع كل التهويلِ الداخلي والخارجي على المقاومينَ واهلِهم، فانَ حالَهُم التمسكُ بقولِ اللهِ تعالى: الذين قال لهمُ الناسُ إنَ الناسَ قد جَمَعوا لكم فاخشَوْهُم فزادَهم إيماناً وقالوا حَسبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيل..
وحسبُنا اللهُ، ورجالُ الله، الذين يصنعونَ اعظمَ ايامِ الله.
لا حدود لعدوان اسرائيل واجرامها وحقدها، تماما كما لا حدود لجهل كثيرين من سياسيي لبنان واستخفافهم بمصير الوطن وقلة اكتراثهم بمستقبل الناس.
فوقاحة اسرائيل تجاوزت كل الحدود، لتبلغ اليوم حد تهديد اليونيفيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، فيما تبدو غالبية دول الاقليم والعالم عاجزة عن ضبط عدو مجنون تفلت من كل الضوابط، ولاسيما ما كان “يمون” عليه به حلفاؤه وداعموه الاساسيون من ضبط نفس.
ووقاحة بعض السياسيين اللبنانيين تجاوزت ايضا كل الحدود. فقبل الحرب وبعدها، لا رئيس. وقبل الحرب وبعدها، لا سلطة مكتملة دستورا وميثاقا، وقبل الحرب وبعدها لا تصور واضحا للمسار والافق والمستقبل.
اما التنافس السياسي ضيق الافق، فوحده يسود الساحة، فيما كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل امس في ذكرى 13 تشرين، وحده خرق جدار الصمت، من حيث تضمنه رؤية واضحة، وتوجها جامعا للبنانيين، يقدر ان يحول الكارثة الى أمل، والأزمة الى فرصة.
وفي المقابل، كتل تجتمع مع نفسها وتصدر بيانات لا توصل الى مكان، وتجمعات سياسية طائفية حرصها الوحيد هو على مكتسباتها المزمنة، وسط تضارب لامتناهي في الطوحات وتناقض مكشوف في الخلفيات.
اما شهداء الوطن، من 13 تشرين الاول 1990 الى 13 تشرين الاول 2024، فوحدهم منسيون مظلومون متروكون، طالما لم تبن دولة على قدر تضحياتهم، ولم تتأمن ديمومة الكيان اللبناني الواحد الحر السيد المستقل، بما يليق بالدماء المبذولة على مذبح البقاء.
لم تكد تنقضي دقائق على انعقاد حكومة العدو الإسرائيلي اليوم حتى غادر بنيامين نتنياهو ومستشاره العسكري الاجتماع على ما أوردت يديعوت أحرونوت. لم تذكر الصحيفة العبرية الأسباب التي فرضت هذه المغادرة المبكرة لكن الثابت أنها تمت على إيقاع الأنباء المتلاحقة الواردة من جبهة المواجهة الساخنة على الحدود اللبنانية. هناك كانت الساعات القليلة الماضية شاهدة على مواجهات عنيفة بين وحدات من جيش الاحتلال ومجموعات من المقاومة المدافعة عن الثغور.
أبرز هذه المعارك دارت رحاها على محاور بلدات راميا والقوزح وبليدا حيث تحاول قوات الاحتلال – على نحوٍ مستميت – التقدم ولو أمتارًا قليلة لالتقاط صورة لكنها تصطدم بمقاومة عنيدة إلى حد الالتحام من مسافة صفر.
أما الحصيلة الثقيلة للعدو فعكستها حركة الطائرات المروحية هبوطـًا وإقلاعـًا لنقل الضباط والجنود القتلى والجرحى إلى المستشفيات. وقد قدرت وسائل اعلام عبرية هؤلاء بما بين عشرين وثلاثين جنديـًا سقطوا في ما وصفته بدايةً بأنه حدث أمني صعب على حدود لبنان.
وبالتزامن مع هذا الحدث الصعب أعلن جيش الاحتلال توسيع ما وصفه بالمناورات البرية مشيرًا إلى أنه دفع بفرقة عسكرية جديدة إلى جبهة الجنوب اللبناني. غير أنه بالرغم من كل هذا الحشد العسكري يعجز جيش الاحتلال عن تحقيق خرق بري جوهري على الحدود. أضف إلى ذلك فشله ومنظوماته الحديدة في التصدي لموجات صواريخ المقاومة التي ما برحت تضرب بقوةٍ وكثافةٍ القواعد والثكنات والمواقع العسكرية والحيوية للعدو من الحدود حتى تخوم حيفا وتل أبيب.
وفي مواجهة كل هذا الاستعصاء يواصل العدو الإسرائيلي حربه الوحشية على المناطق اللبنانية الآمنة وتطارد طائراته الحربية والمسيّرة أهدافـًا مدنية في الجنوب والبقاع والضاحية وصولاً إلى مناطق أخرى في صيدا والشوف والبترون وكسروان على غرار ما حصل أمس.
وفي جديد مآثر العدو تدميره مساجد في كفرتبنيت والضهيرة والعباسية المجاورة للغجر واستهدافه الصليب الأحمر اللبناني قرب صربين واستخدامه صواريخ محشوّة بقنابل عنقودية محرمة دوليـًا في قصفه منطقةً بين حانين والطيري.
أما الاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل فلم يتعهد بنيامين نتنياهو بوقفها رغم الدعوات الدولية وآخرها من جانب أربعين دولة لها جنود عاملون في هذه القوات. وقال نتنياهو متوجهـًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن رفضه إخراج هؤلاء الجنود يعرّض حياتهم للخطر.
على ان هذا التصعيد الإسرائيلي على جبهات متعددة يلقي المزيد من الشكوك والمخاطر على الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف اطلاق النار والتي شهدت تزخيمـًا خلال الساعات القليلة الماضية.
وقد لفت الرئيس نبيه بري في تصريحات نـُشرت اليوم إلى أن الاتصالات الدولية مستمرة للوصول إلى وقف للنار. وأشار إلى ان الموقف الفرنسي في هذا الشأن ممتاز قائلاً إنه كرر عبارة (وقف إطلاق النار) عشر مرات خلال الاتصال الأخير مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وإذ أعتبر ان الأميركيين يقولون ما لا يفعلون قال الرئيس بري إننا ننتظر منهم الضغط أكثر في سبيل وقف إطلاق النار. اما الكلام على القرار 1559 فهو كلام سياسي على ما أكد رئيس مجلس النواب لأن القرار 1701 قد ألغاه.
جبهة اسناد عسكرية أطلقتها الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل التي أخفقت في صد الصواريخ الى عمق المدن، فيما تستعد لضرب ايران من دون تحديد الوجهة وزمانها فشلت قيادة تل ابيب في عودة المستوطنين الى الشمال.. وراوحت مكانها في التقدم البري واعتدت بضرب قرى ومستشفيات لبنانية وبتدمير ساحات واسواق تجارية وبأسر مقاوم وتصويره خلافا لكل شرائع الامم.. لكنها الآن تستجير باميركا طلبا لعتاد مع جنوده .. لأن جنودها اغبى من ادارة منظومة صاروخية واعلن البنتاغون انه سيرسل بطارية دفاع جوي للمناطق عالية الارتفاع وطاقما مرتبطا بها، ونشر المنظومة المضادة للصواريخ الباليستية يهدف لتعزيز دفاعات إسرائيل الجوية في اعقاب هجوم ايران التي قالت وزارة الدفاع الاميركية إنها غير مسبوقة واكد البنتاغون ان منظومة بطارية “ثاد” ستعزز الدفاع الجوي الاسرائيلي تحسبا لاي هجمات صاروخية بالستية اخرى من ايران وتؤشر هذه الجهوزية الى تحسب لرد قوي من ايران وتعكس في الوقت نفسه خسائر منيت بها اسرائيل في ضربتي نيسان الماضي والاول من اوكتوبر، وهو ما بدأت ضريبة الأملاك الإسرائيلية بنشره وتقديره وفي الأضرار عند الحدود مع لبنان فإن اسرائيل لا تنشر إلا ما يعزز صورتها امام جنودها ومستوطنيها الذين ما بارحوا الملاجئ وأضاف العدو.. قوات اليونيفيل الى لائحة اهدافه بتهديد واضح وجهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتوجه الى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بالقول: “لقد طلب الجيش الإسرائيلي إخراج قوات اليونيفيل من منطقة الحرب، وقوبل برفض متكرر، وكلها امور تهدف إلى توفير درع بشري لإرهابيي حزب الله على حد تعبيره إن رفضكم إجلاء جنود اليونيفيل يحولهم إلى رهائن حزب الله ويعرض حياتهم وحياة جنودنا للخطر وردت قوات حفظ السلام بتفنيد الاعتداءات على جنودها. وقالت إن ولاية اليونيفيل تنص على حرية الحركة في منطقة عملياتها، وإن أي تقييد لهذا، يعد انتهاكا للقرار 1701، ولفتت الى انها طلبت من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة ومع وضع القوات الدولية العاملة في الجنوب على خريطة النار، هدد وزير الحرب الاسرائيلي يواف غالانت من وراء الحدود اللبنانية بان جيشه لن يسمح لحزب الله بالعودة إلى القرى القريبة من الحدود بعد انتهاء العملية البرية في جنوب لبنان لكن صوتا خرج له من ارض وسماء يطلب الى المقاومين تحرير الارض.. وتم نشر رسالة بصوت الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله متوجها الى المقاومين بالقول: نراهن عليكم وعلى جهادكم للدفاع عن اهلكم وكرامتكم .. سائلا الله أن يجعلهم دائما “حماة ديار”.