أكّد رئيس مجلس النّواب نبيه بري ، “أنّه لا يزال يتمسّك بالمبادرة الّتي تقدّم بها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرّئيس السّابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ولا يزال متمسّكًا بكلّ الثّوابت الّتي أعلنها سابقًا، وأهمّها وقف إطلاق النّار فورًا”، موضحًا أنّ “هذا ما يبلغه لكلّ المتّصلين به”.
وقال في حديث صحفي، تعليقًا على مسألة فصل جبهة لبنان عن غزة: “لم نذكر وقف النّار في غزة، ولم نذكر فصل الجبهات أو ربطها. فليفسّر كلّ طرف أو شخص وفق ما يريد، نحن مواقفنا واضحة”، لافتًا إلى “أنّه كرّر خلال الاتصال مع وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن كلمة وقف إطلاق النّار عشر مرّات”.
واعتبر برّي أنّ الموقف الفرنسي ممتاز، ويتطابق مع المواقف اللّبنانيّة، خصوصًا في ظلّ إصرار باريس على وقف إطلاق النّار، إلى جانب موقفها الدّاعي إلى حجب الأسلحة الّتي تستخدمها إسرائيل في لبنان وقطاع غزة، وموقفها لجهة المساعدات الّتي سيتمّ العمل على جمعها للبنان ومساعدة اللّبنانيّين، إضافةً إلى مساعدة مؤسّسات الدّولة والمهجرين”.
واشار إلى أنّ “الموقف الفرنسي متقدّم، لاسيّما بالنّظر إلى المؤتمر الّذي دعت إليه باريس في 24 الحالي، وذلك في سبيل مساعدة لبنان على مختلف الصّعد السّياسيّة والدّبلوماسيّة، والسّعي لإصدار موقف واضح يدعو إلى وقف النّار”، مبيّنًا أنّ “الفرنسيّين يتمسّكون بالقرار 1701 كما نتمسّك به نحن، بالإضافة إلى المساعي الّتي ستُبذل في هذا المؤتمر للوصول إلى تسوية سياسيّة يتوافق عليها اللّبنانيّون، برعاية إقليميّة ودوليّة”.
وأضاف: “لا ننسى الحضور العربي في هذا المؤتمر، إذ نعوّل على دور الدّول العربيّة الشّقيقة والصّديقة في الوقوف إلى جانب لبنان، وفي التّمسّك بثوابت العروبة والأخوّة، والموقف الدّاعم الّذي كثيرًا ما اضطلعت به الدّول العربيّة، كسند حقيقي للبنان في أزماته ومحنته”.
وكشف برّي أنّ “الاتصال بالرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان إيجابيًّا، وتطابقت فيه وجهات النّظر”، مشيرًا إلى أنّ “الاتصالات الدّوليّة مستمرّة للوصول إلى وقف لإطلاق النّار”.
واعتبر أنّ مبادرة بلينكن بالاتصال به “إيجابيّة”، لافتًا إلى أنّ “الأميركيّين يتحدّثون أيضًا عن القرار 1701 وعن وقف النّار، ولكن يقولون ما لا يفعلون، نسمع كلامهم الجيّد فنُعجب به، ولا نرى أفعالهم. ننتظر منهم الضّغط أكثر في سبيل وقف إطلاق النّار، والاتصالات ستكون مستمرّة في المرحلة المقبلة”.
وقال: “وقف إطلاق النّار قد لا يحصل سريعًا، و حزب الله في الميدان جيّد جدًّا، ويمكنه أن يساعد في ذلك، خصوصًا أنّ إسرائيل في حالة استنزاف، والمجتمع الدولي صمت عن حربها في غزة سنة كاملة، ولا يمكنه الاستمرار في هذا الصّمت”. وشدّد على “التمسّك بالقرار 1701 حصرًا”، موضحًا أنّ “تطبيقه الكامل من الجانبين، هو الحلّ الوحيد والمتاح”.
وتابع: “الكلام عن القرار 1559 هو كلام سياسي، لأنّ الـ1701 ألغى الـ1559″، وردًّا على من يعتبر أنّ الـ1701 بُني على أساس القرار 1559، قائلاً: “غير صحيح، أنا عملت على الـ1701 مع مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة السّابق ديفيد وولش، وكلّ القرارات الدّوليّة في مقدّمتها يتمّ ذكر القرارات الّتي سبقتها. ولكن منذ عام 2006، لبنان يلتزم بالـ1701 وهو القرار الوحيد الساري، لذلك لا أحد يتحدّث بالـ1559. حتّى بلينكن في اتصاله معي تحدّث عن 1701”.
ولم يُخفِ برّي شكوكه في أن “يفكّر الإسرائيليّون أو يتوهّموا الخروج من الـ1701 أو الانقلاب عليه، لا سيّما أنّ تل أبيب هي الّتي خرقت القرار آلاف المرّات ولم تلتزم به”.
زأكد بري أن زيارة رئيس مجلس الشّورى الإيراني محمد باقر قاليباف لبيروت، تضامنية وهدفها الوقوف إلى جانب لبنان والاهتمام بوضعه، وإيران تريد وقف إطلاق النّار”، مشيراً إلى أن “قاليباف أعلن تقديم دعم مشكور للبنان، وسيتمّ تقديم هذا الدّعم للدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها، وأبلغ هذا الأمر لميقاتي”.