| ناديا الحلاق |
وسط القصف الاسرائيلي العنيف الذي طال محيط المستشفيات واستهدف فرق الاسعاف، لايزال القطاع الاستشفائي قادر على الصمود رغم دخوله دائرة الخطر، والأوضاع تختلف حسب التطورات الميدانية والأمنية في البلاد، وكل ما يمكن جزمه أنه كلّما طال زمن الحرب، كلما ارتفعت قيمة الفاتورة الصحية على لبنان.
امتداد زمن الحرب الإسرائيلية على لبنان، يفتح كل الاحتمالات على مدى استمرار عمل المستشفيات، ومستوى الأهداف التي قد يقصفها العدو والتي من شانها أن تمنع دخول الإمدادات والمعدات الطبية، فهو كسر كل الحدود بقصه الوحشي على المناطق.
ومع أن وزارة الصحة اللبنانية سارعت إلى اعتماد خطة طوارىء صحية، إلا أن ما تملكه لا يؤمن صمود القطاع الصحي، في حين أن معظم المستشفيات الخاصة تعمل وتعتمد على قدراتها المحدودة.
ممارسات “اسرائيل” الإجرامية بحق لبنان وشعبه، دفعت نقابة الأطباء لرفع الصوت عالياً وإعلانها خروج مستشفيات عن الخدمة، في الجنوب والعاصمة بيروت، بسبب ممارسات الاحتلال العدوانية على البنى التحتية.
وقالت نقابة المستشفيات، إن جرائم الاحتلال بحق الجهاز الطبي تخرق مواثيق الأمم المتحدة وتناقض بنود اتفاقية جنيف، لافتة إلى أن الجرائم التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بحق الجرحى والأطباء والقطاع الصحي تستدعي تدخلًا عاجلًا.
كما طالبت النقابة، منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بوقف مجازر الاحتلال بحق فرق الإسعاف والجهاز الطبي اللبناني.
فماذا سيحصل للمسشتفيات في حال طال أمد الحرب؟ وهل ما زالت المستشفيات قادرة على القيام بعملها؟
موقع “الجريدة” تواصل مع نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون والذي أكد أن “القطاع الاستشائي يعاني من مشكلات جدية وأنّ الوضع الحاليّ ينذر بالخوف”، مشيراً إلى أن “اسرائيل تضرب حوالى المستشفيات ما يخرجها عن الخدمة، كل مستتشفى تخرج عن الخدمة، تسبّب عبئاً على مستشفى آخر، وقد لا يكون لهذه المستشفى القدرة على تحمّل هذا العبء”.
وأضاف: “بالنسبة لجرحى الحرب المستشفيات التي هي خارج مسرح العمليات العسكرية تعمل على معالجتهم، أما بالنسبة لمستشفيات الجنوب والضاحية الجنوبية فليس باستطاعتها استقبال الجرحى باستثناء غرف الطوارىء التي تستقبل المصابين الذين تستدعي حالتهم عمليات طارئة ولا امكانية لنقلهم، أما بالنسبة لمنطقة البقاع المستشفيات مازالت قادرة على استقبال الجرحى”.
ولفت هارون إلى أن “استمرار عمل المستشفيات يتوقف على مدى بقاء المرافق مفتوحة مثل المطار والمرفأ، فنحن نحتاج للأدوية والمستلزمات الطبية ومخزوننا اليوم يكفي لمدة شهرين فقط، وتباعاً قد نفتقد للأدوية والمعدات الطبية ونصبح أمام كارثة كبرى”.
أما بالنسبة للعناصر البشرية فيقول: “قبل بداية الحرب والمستشفيات تعاني من نقص في الطواقم التمريضية والتقنيين وبعض الاختصاصات الطبية، اليوم الأطباء والممرضون يعملون باللحم الحي لساعات متواصلة في وقت أن لجسم الانسان قدرة على التحمل والاستمرار في العمل”.
وقال: “كلما طالت مدة الحرب كلما تعقدت مشاكل المستشفيات وتعرقل عملها”.
وفيما يخص المساعدات الطبية التي وصلت الى لبنان أشار هارون إلى أن “جميعها وزّعت على المستشفيات لاسيما الحكومية منها، علماً أنها ليست كافية نسبة للكميات التي يتم استخدامها يومياً”.
وشدد على ضرورة إمداد لبنان بمزيد من المساعدات في ظل الاوضاع المالية والاقتصادية التي يمر، مؤكداً أن “الوزارات المعنية وعدت نقابة المستشفيات بتعجيل دفع امستحقاتها خلال الاسبوعين المقبلين لتسيير أمورها”.
القطاع الاستشفائيّ الخارج من أزمات متلاحقة يدخل دائرة الخطر من جديد ويواجه تحديات تهدد استدامته، في ظل الحرب القائمة وما نتج عنها من تداعيات إنسانية واقتصادية متراكمة. وكل ما نستطيع قوله “الله يحمي لبنان”.