عقد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري اجتماعًا طارئًا مع ممثلي وسائل الإعلام، بحضور رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ونقيب الصحافة عوني الكعكي، وممثل نقيب المحررين جوزيف القصيفي، والمدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحه.
وقال: “لقد دعوت وسائل الإعلام الى هذا الاجتماع بعدما طرح موضوع الاعلام بكل جوانبه في جلسة مجلس الوزراء اليوم، وكان هناك شكاوى من عدد من الوزراء ووجهات نظر مختلفة من آخرين، واعتبر أن الإعلام يمثل سلاحًا أساسيًا في هذه المعركة، محذراً من أن هذا السلاح ذو حدين، إذ يمكن أن يؤذي كما يمكن أن يفيد، مما يستدعي من الإعلاميين التحلي بالمسؤولية والوعي عند نقل الأخبار”.
وذكر المكاري أن لبنان مرّ بمحن كبيرة منذ اندلاع الحرب في العام الماضي، وأن الوضع الحالي يشهد مرحلة دقيقة وخطيرة.
وأعرب عن تعازيه لاستشهاد الأمين العام لحزب الله، مع التأكيد أن الإعلام يجب أن يكون شريكًا أساسيًا في توثيق هذه المرحلة ومواكبتها.
وتحدث المكاري عن التحديات التي تواجه الإعلام اللبناني، مشددًا على ضرورة عدم الانزلاق وراء الأخبار الزائفة، و كالمعلومات المضللة، مثل خبر زائف حول اختطاف السفير الإسرائيلي في قبرص، والذي انتشر بسرعة على وسائل الإعلام اللبنانية.
ودعا إلى ضرورة التحقق من صحة الأخبار قبل نشرها، معتبرًا أن هذا الأمر هو واجب كل إعلامي.
وأوضح أن وزارة الإعلام تؤمن بحرية الإعلام، لكن هذه الحرية يجب ألا تستخدم لإلحاق الضرر بالوطن.
وأشار إلى أن لبنان بلد ديمقراطي ويجب أن تُحترم فيه وجهات النظر المختلفة، إلا أن هناك ثابتة واحدة تتمثل في أن العدو المشترك هو إسرائيل.
وأكد المكاري أن الوكالة الوطنية للإعلام تعتبر من بين أفضل المصادر المتاحة، وحث الإعلاميين على الاعتماد على المصادر الموثوقة، مشدداً على أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة للتحقق من الأخبار وتجنب الاعتماد على معلومات غير موثوقة.
وتناول المكاري الوضع الإنساني في لبنان، حيث نزح مليون لبناني بسبب الأحداث، مشدداً على جهود الحكومة في توفير الإيواء والمساعدة للنازحين.
وأشار إلى أن الحكومة قد أنشأت 880 مركز إيواء، وأنها بحاجة إلى تمويل إضافي لمواجهة التحديات المستمرة.
ودعا المكاري وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية.
وشدد على ضرورة عدم إشعال الخلافات بين اللبنانيين في ظل الأوضاع الحالية.
ولفت إلى أن الوزارة قد تتخذ إجراءات لمواجهة انتشار الأخبار الزائفة، محذرًا من أن هذه الخطوات ليست تهديدًا، بل ضرورة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وأكد أن أبواب وزارة الإعلام مفتوحة للجميع، وأن الوزارة تحمي جميع الصحافيين، حتى أولئك الذين ينتقدون الحكومة.
وشدد على أهمية العمل بشكل جماعي لمواجهة التحديات، وأنه يجب على الجميع التصرف بمسؤولية وشفافية في هذه الأوقات العصيبة.