| خلود شحادة |
“حزب الله” انتهى!
هي جملة ترددت بكثرة، عقب اغتيال الأمين العام السابق لـ “حزب الله”، الشهيد السيد عباس الموسوي عام 1992، دخل “حزب الله” بعدها معترك السياسية، وأعلن تحرير الـ2000، وسجل انتصار الـ2006، واستطاع أن يكون شعبية في لبنان والخارج، رغم كل الصدمات التي تلقاها على مدى 22 عاماً.
لا يخفى على “اسرائيل” أن اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لن ينهي “حزب الله”، وحتى لو سبقه كل القيادات العسكرية والسياسية داخل هرمية الحزب.
لكنها منذ بداية السابع من تشرين الأول، وهي تحاول لملمة خسائرها التي خلفها “طوفان الأقصى”، محاولة تحصيل انتصارات وهمية.
ما تحاول نشره “إسرائيل” يتكّئ على فكرة أن قوة “حزب الله”، مرتبطة بوجود الشهيد نصر الله، والقيادات الأخرى.
لا يخفى على أحد، حجم الخسارة الكبرى التي مُني بها “حزب الله”، اثر استشهاد قائده المعنوي والروحي، قبل أن يكون قائده الجهادي، وبعد استشهاد كل قادة الصف الأول.
لكنها “خسارة”، يمكن القول أنها انتكاسة إذا أردنا التضخيم.
أما الحديث “الشعبوي” الذي يعتبر أن “حزب الله” انتهى باستشهاد نصر الله، ومصدره رواية العدو الإسرائيلي، ليس سوى “تهويل” إعلامي – سياسي على جمهور المقاومة، الذي يعيش مأساة الحرب منذ 12 شهراً، خصوصاً بعد تهجير أهل الجنوب والضاحية والبقاع من منازلهم إلى القرى “الآمنة”، في محاولة فاشلة لتدمير معنويات هذا الجمهور، ودفعه للوقوف بوجه المقاومة وخياراتها.
يدرك رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، ومن خلفه في البيت الأبيض، أن الدعم العسكري الإيراني، لن يتوقف إلا بانتهاء “ولاية الفقيه”، وهذا ما لم يحصل حتى الآن. إذاً المقاومة عسكرياً ولوجستياً، باقية.
يعلم العدو جيداً، أن الروح القتالية لشباب “حزب الله” لا يستمدونها فقط من “الأحياء”، وهم رافعي شعار القيادي الراحل في الحزب عماد مغنية القائل “يلي بتقاتل فينا هيي الروح”، إذاً جهادياً المقاومة باقية.
يعرف العدو جيداً أن القوة الأساسية التي تستمد المقاومة منها بقاءها، هي الحاضنة الشعبية، والتي ما زالت متمسكة بخيار القتال ضد الإحتلال الإسرائيلي، الذي ينكّل بمجازره بالطفل والعجوز والمرأة، قائلة عند كل خسارة “فدا خط المقاومة”، إذاً شعبياً المقاومة باقية.
الضربة القوية التي تلقاها “حزب الله” بخسارته قياداته، لها مساوئها، لكن لا يمكن القفز فوق القراءات الأخرى، التي تشهد بأن الحزب ولّاد قيادات، وهو ما يؤدي إلى فتح المجال أمام الخيارات الشابة والتي على علم واطلاع أوسع في كل ما يتعلق بعالم الذكاء الإصطناعي، والتكنولوجيا الخبيثة.
وكون المرجعية العليا التي يتبع لها “الحزب” ما زالت بخير، أي إيران، فهذا يعني أن إعادة رص الصفوف أمر مقدور عليه، بعد أن يتم استيعاب حجم الخسارة.
كل هذه العوامل، تؤكد أن ما جرى، رغم فظاعته وصعوبته، ورغم الخسارة لكبرى لشخصية أرعبت كل محتل وعدو، لأصبع استطاع أن يوقف الإسرائيلي “على اجر ونص”، إلا أنه كما نعاه الكثيرون ممن أحبوه “اغتالوا الجسد.. لا الفكرة”!