| الدكتور طلال حاطوم |
يا سيد حسن…
يا الشهيد المجاهد المقاوم الملتزم المؤمن…
يا ابن مدرسة الإمام الصدر الذي لم تترك خطه…
يا من في يوم المؤاخاة اخترتما انت والنبيه بعضكما ووضعتما اليد باليد وتعاهدتما: “وآخيتك في الله، وصافيتك في الله، وصافحتك في الله..”.
يا سيد حسن… الموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في الحياة.
لا نجرؤ على الاعتراض على اصطفاء الخالق لك،
فنكتب بريشة العاطفة على حاشية الجرح العميق حتى العظم.. حتى النخاع.
أنت أنت اخترت الطريق، وتمنيت أن تختم جهادك والحياة بالشهادة في ساح الجهاد.
أنت أنت من أوصيت بإكمال الطريق ولو قتلنا.. ولو دمرت بيوتنا على رؤوسنا.. أَوَلسنا على حق يا ابن فاطمة؟
يا والد الشهيد وأخ وأب كل شهيد..
لمثلك يذرف الرجال الدمع من المآقي بلا خجل، لتكتب سطور تاريخ لا يُمحى على صفحات زمن موغل بالبطولة والمواقف المشرفة.
لمثلك تُفتح خزائن الذاكرة، ليطفو منها ما اختزنت في غير لقاء، لكلامك عن الإمام الصدر، عن الرئيس بري، عن الوحدة، عن القدس، كل كلمة وكل موقف وكل ابتسامة تُرتجع مع ابتسامتك الخجولة التي تحمل الكثير من المعنويات على رغم الآلام والجراح.
تركت الأيام وآتيها بعد أن ملأت ماضيها. لم تغمض عينيك عن جراحنا وهمومنا والباقي من المسيرة الطويلة التي أصريت ان نكملها بثبات وعزيمة حتى نيل إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.
كفارس يمتطي حصان الزمان بكل عظمة وهيبة، مضيت نحو الشهادة.
انتبهنا إلى كل كلمة وفاصلة في كلامك يا فصل الخطاب.
يا سيد حسن، يا خطيب منبر جدك في عشرة عاشوراء، لمن ستحتشد الساحات؟ ولمن ستصرخ القلوب بـالــ”لبيك” عند سماع صوتك يحمل: السلام عليكم؟
يا الوعد الصادق: أما بعد، فكأن الدنيا لم تكن، وكأن الآخرة لم تزل.
ماذا نقول بعد كلام من آلمه فراقك الرئيس بري: “نتوه بين الكلمات، وأنا الذي كسرني الرحيل بشهادتك، وأخذني أنين الروح في رثائك”.
بأمان الله.