مرحلة “عض الأصابع”؟

| مرسال الترس |

يتلاقى العديد من المحللين على أن عملية “سهام الشمال”، التي يشنها العدو الاسرائيلي لإخضاع “حزب الله” وإجباره على تعليق إسناده لغزة، لن تكون نتائجها أفضل من نتائج حرب 2006، حين فشل جيش العدو بتحقيق أهدافه على الرغم من وحشية التدمير التي اعتمدها في الجنوب وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت، بواسطة تفوقه الجوي والدعم الأميركي والغربي المفتوح.

والواضح أن العدو يراهن على ما يعتبره نقاط ضعف لدى “حزب الله”، لكي يدفعه إلى القبول بشروطه:

* النقطة الأولى، التركيز على استهداف أسماء كبيرة في هرمية الحزب العسكرية، والتي يمكن أن تؤدي الى ضعضعة الصفوف والتسليم بورقة “الاستسلام”، لا سيما وأنها مترافقة مع ضخ إعلامي لا يستكين في التركيز على أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بات وحيداً في القيادة، متجاهلاً ان الهيكلية العسكرية للحزب لا تشبه الميليشيا ولا تشبه الجيوش، وإنما هي هيكلية عسكرية خاصة. وبالتالي، فإن الحزب الذي خسر العديد من قياداته وكوادره منذ ثلاثة عقود، لم يقصّر يوماً في إعادة تأهيل نفسه، لأن تركيبته لا تقوم على اسم وقائد فقط، وإنما على هرمية ولاّدة قادرة على الاستمرار والصمود رغم العديد من الظروف المريرة.

* النقطة الثانية تتمحور حول تهشيم بيئة الحزب جراء القصف العنيف الذي يولّد التدمير والنزوح، بهدف دفعها إلى التخلي عن دعم مقومات الصمود، متناسياً أن هذا الحزب قد خَبِر العديد من مثل هذه الظروف التي تجعله متشابكاً مع بيئته إلى حدود التضحية بالنفس، من منطلقات دينية واستشهادية، لم يصل العدو بعد إلى فقه مكنوناتها، لأن محور كيانه قام على جلب المرتزقة من مختلف دول العالم، والذين لا يوجد أي ترابط في ما بينهم إلاّ ما تم زرعه في عقولهم عن “السمن والعسل” في الكيان الهجين.

وبين كلا النقطتين، فإن الحزب متقدم كثيراً على كيان الاحتلال بمسألة كون مقاتليه يذهبون إلى الحرب وهم يمنّون النفس بالشهادة، فيما جنود وضباط العدو يعدون الساعات والأيام للعودة إلى بيوتهم وقد ملأوا جيوبهم بما تم التصدّق بها عليهم.
وفي كل، الظروف ورغم التفوق العسكري والتكنولوجي المدعوم من أغنى المجتمعات الغربية وأقوى صناعاتها المتطورة، مضافاً إليها بعض صنوف الخيانة الرخيصة، فإن الحزب قادر أن يجعل عدوه يصرخ، سيما وأن ما تحققه صواريخ الحزب في بيئة الاحتلال لا يستهان بردات الفعل عليه داخل الكيان، وبخاصة أن مجتمع الكيان لم يعد يأخذ أي كلام معسول يقال له من كبار مسؤوليه على محمل الجد.