| خلود شحادة |
ليست صدفة، أن كل من هو مدرج على لوائح “الإرهاب” لدى الولايات المتحدة الأميركية، هو هدف لكيان الإحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الدائرة منذ 8 تشرين الأول 2023.
عدوان متواصل لمدة 48 ساعة، تمارسه قوات الاحتلال بأبشع صورة إجرامية، قد لا تخطر على بال أحد، لكنها لم تستخدم السيف لتصنّف “إرهابية”، ولم تحمل القرآن لتُتّهم بزعزعة الأمن في الشرق الأوسط، وفق الازدواجية المفضوحة في العدالة والأمن الأميركيتين.
صورة لأهداف “إسرائيل” من قيادات “حزب الله”، ومن باب “الصدف” المتكررة، يكون هذا القيادي مصنفاً على لائحة “الإرهاب” لدى أميركا.
تطول لائحة المستهدفين من العدو الإسرائيلي، و”الصدف” أن يكونوا جميعاً مطلوبون من “العدالة” الأميركية: الشهيد فؤاد شكر، وقائد قوة “الرضوان” الشهيد إبراهيم عقيل.. ثم استهداف فاشل ضد القيادي في “حزب الله” علي كركي.. وفي الغارة على الغبيري، ارتبكت “اسرائيل”، فأعلنت بداية أن المستهدف هو القيادي طلال حمية، المدرج على لائحة المطلوبين أميركياً.. إلا أن “إسرائيل” تراجعت عن تسمية حمية كمستهدف، وأعلنت عن استهداف القيادي في “حزب الله” ابراهيم قبيسي، وهو الذي نزل بـ”الباراشوت” على بنك أهداف العدو الإسرائيلي، محاولين تلفيق الإيعاز الأميركي للعدو بتصفيته، هو، ومن سبقه.. وإن كانت المعطيات تؤكد أن قبيسي لم يكن في بناية الغبيري أصلاً، بغض النظر عن مسألة إصابته ومكان حصولها وعن وضعه الصحي.
منذ بداية الحرب، تعاتب أميركا “اعلامياً” رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تطالبه بوقف الحرب، وترسل مبعوثيها إلى لبنان والدول العربية، لبحث سبل وقف إطلاق النار في الجنوب وغزة.
هرتقة اعلامية لا تغني ولا تسمن من جوع، في الوقت الذي تسهم أميركا بنسبة 90% من الدعم العسكري والتسلح لكيان الإحتلال الإسرائيلي، ليمارس القتل بحمايتها وبسلاحها وقذائفها وذخيرتها.. ليس فقط للمطلوبين إلى “العدالة” الأميركية العمياء، وإنما أيضاً لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين واللبنانيين.
دجل أميركي محفوظ عن ظهر قلب، إلا أن المفضوح ـ المبكي، في ما يجري في هذه الحرب، هو طبيعة العلاقة الصهيوأميركية، والتي تظهر فيها “إسرائيل” الإبن المدلل للولايات المتحدة، مجبرة على تنفيذ ما تحب أميركا حتى ترضى عنها، وبدورها “إسرائيل” تلعب على العواطف الأميركية، لتبقى خطوط الدعم مفتوحة.
لذا، بات من الواضح أن قرار الحرب هو بيد الولايات المتحدة، التي تحاول تحقيق أعلى درجة من المكاسب الاستراتيجية خلال هذه الحرب، وما لم تستطع الحصول عليه من خلال الدبلوماسية، حققته بالدم، وأن فظاعة الحرب الحالية ليست بسبب جنون بنيامين نتنياهو فقط، لأن نتنياهو ليس إلّا آلة تحقيق المكاسب الأميركية.
وبهذه العمليات، تحاول “إسرائيل” تطبيق “العدالة” الأميركية التي تظهر أنها لم تغمّس يديها بالدم أمام المحافل الدولية، وتخوض الحرب بالوكالة، تمكّنها من الاحتفاظ بحرية حوّلتها إلى تمثال أصم، أبكم، وعاجز!














