المستشفيات تنفّذ خطّة الطوارئ: إخراج جرحى “البايجر”

جريدة الأخبار

| لينا فخر الدين |

أحدثت التطوّرات الميدانيّة في الجنوب والبقاع وارتفاع حدّة الاعتداءات الإسرائيليّة على عددٍ من المناطق، قلقاً لدى العديد من المستشفيات في كيفيّة التعاطي مع هذه التطوّرات، وخصوصاً بعدما عجّت غرفها بالعديد من الجرحى جراء استهداف الضاحية بمجزرتَي أجهزة الاتصالات واستهداف مبنيَين في الضاحية الأسبوع الماضي.وعليه، بدأ عدد من المستشفيات في إخراج الجرحى بعدما خضعوا لعمليّات جراحيّة تستدعيها مرحلة علاجهم الأولى، ليكون بإمكانها استقبال جرحى جدد يتمّ نقلهم من المناطق التي استُهدفت أمس.

عمليّات الإخراج بدأت منذ يومين، فيما رأى البعض أن عدداً من المستشفيات تعامل مع الأمر من خلفيّة أمنيّة، وخصوصاً تلك التي تدور في فلك الدول الغربيّة، وتخوّفها من مساءلةٍ تتعرّض لها نتيجة وجود عدد من عناصر المقاومة فيها. وتشير المعطيات إلى أنّ جميع المستشفيات تعاملت مع الجرحى من دون الاستحصال على أسمائهم أو أي معلومات عنهم، وتم إدراجهم على أسماء الأطباء، وجرى إخراج هؤلاء من المستشفيات بالطريقة عينها، وأُحيلت ملفاتهم إلى «مستشفى الحريري الحكومي».
ويؤكّد أكثر من طبيب، تحدّثت معهم «الأخبار»، أنّ المستشفيات نفّذت ما يُمكن فعله طبياً لجرحى أجهزة الاستدعاء والتواصل، ومن غير الممكن بقاؤهم في المستشفيات في ظل ازدياد أعداد الجرحى الذين يتدفقون إليها، لافتين إلى أنّ الجزء الأوّل من العمليّات الجراحيّة انتهى، وانتقل هؤلاء إلى منازلهم، على أن يستكملوا علاجاتهم لاحقاً.

ويفترض، بحسب الأطبّاء، أن يستمر علاج الجرحى على مدى 5 سنوات مقبلة، مع حاجة بعضهم الى الخضوع لنحو 12 عمليّة جراحية وجلسات علاجٍ فيزيائي وطبيعي، مشيرين إلى أن جميع من أُصيبوا، ويبلغ عددهم 3 آلاف، بحاجة إلى علاجٍ موحّد لأنّ الإصابات متطابقة وهي من النوع المركّب: إصابات في اليد والوجه مع شظايا في العيون، في حين أن «لا تجربة مماثلة في التاريخ، إذ إن الإصابات المشابهة التي وقعت سابقاً قليلة ولم تكن في فترة زمنيّة واحدة، ومعظمها في مصانع في الهند وأُخرى في مناجم نتيجة انفجارات».

ويلفت الأطبّاء إلى عدم وجود أي مركز طبي متخصّص في عمليّات الترميم المعقّدة التي تحتاج أيضاً إلى قطاع طبي متخصّص ومُبدع وقادر على مُتابعة هذا العدد الكبير. ولذلك، بدأت المُشاورات بين المعنيين ووزارة الصحّة و«الهيئة الصحيّة» والأطباء، لتأمين أكثر من مركز. وكانت الفكرة الأولى تحويل «المستشفى التركي» في صيدا إلى مركز ترميم متخصّص، فيما أشار أطباء آخرون إلى أنّ المستشفى التركي يقع في منطقة غير آمنة في حال ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيليّة، إضافة إلى عدم قدرته على استيعاب هذا الكمّ من الإصابات، ما يحتّم وجود أكثر من مركز، ليكون بمقدور الجرحى متابعة علاجاتهم.