أوضح مصدر واسع الاطلاع لـ”نداء الوطن” أن “زيارة الحبر الاعظم التي جرى تقديمها إلى حزيران بدلاً من تشرين الثاني المقبل، تأتي بين استحقاقين مهمين: الأول الانتخابات النيابية وما سينتج عنها من تحديد الأحجام داخل المجلس النيابي، والاستحقاق الرئاسي الذي تبدأ المهلة الدستورية له في 31 آب المقبل، أي قبل شهرين من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وبالتالي فإن الزيارة هي للتأكيد على وجوب أن ينتظم لبنان وفق الدستور وأن يغادر إلى غير رجعة كابوس الفراغ في أي موقع كان”.
وأشار المصدر إلى أن “أهمية الزيارة تأتي في ظل توجهات نحو تبريد كل الجبهات الإقليمية من سوريا إلى اليمن، إلى الجبهة الخليجية الإيرانية من خلال استمرار الحوار الإيراني ـ السعودي، وصولاً إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي اقتربت الأطراف من العودة إليه، لذلك؛ الأهمية تكمن في ألا تكون الحلول والتسويات في المنطقة على حساب لبنان”.
ولفت المصدر إلى أن “هناك ملفات ضاغطة بقوة على لبنان وتهدد مصير الكيان وتتمثل بالانهيار الاقتصادي والمالي والمؤسساتي، وملف النازحين السوريين، بعدما سبق للفاتيكان ان ابلغ لبنان توجسه من وجود رغبة اوروبية ودولية بتجاهل هذا الملف، كما ان رئيس الجمهورية في زيارته الاخيرة الى الفاتيكان سمع بشكل واضح كما كان سمع من قبل، بأن هناك ربطاً لعودة النازحين بالحل السياسي الشامل في سوريا، ما يعني استخدام النازحين ورقة تسرّع الانهيار الشامل في لبنان بعدما فاقت خسائره منذ العام 2011، 45 مليار دولار جراء النزوح السوري”.
وأضاف المصدر أن “زيارة البابا ستشكّل عامل تحفيز وضغط معنوي على القوى السياسية اللبنانية لانجاز الانتخابات الرئاسية، وعدم الدخول في الفراغ، لأن الفراغ هذه المرة ستكون له نتائج كارثية في ظل إعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة”.