هل تسرّع عون في الإعلان عن زيارة البابا؟

أوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ “دوائر الرئاسة الأولى تعمّدت تجاوز الأصول التي كانت تستوجب انتظار صدور بيان رسمي من الكرسي الرسولي يحدد فيه تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد الإعلان الرسمي عنها”، سيما وأنّ ذلك كان جلياً في بيان بعبدا نفسه، لناحية التأكيد على كون الرسالة الخطية التي تسلّمها عون من السفير البابوي أتت مقرونة بشرط أن يصار إلى ترك الإعلان عن التفاصيل المتصلة بالزيارة إلى وقت لاحق بالتنسيق بين الفاتيكان ولبنان، لكن وعلى الرغم من ذلك بادر رئيس الجمهورية إلى الاستئثار والتفرد بالإعلان عن موعد الزيارة بمعزل عن واجب التنسيق مع الكرسي الرسولي.

وعلى الأثر، توالت الردود الفاتيكانية، فأشار مدير المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي في الفاتيكان إلى أنّ زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان “لا تزال فرضية قيد الدرس”، بينما ردّ مراسل الفاتيكان لصحيفة “ناشونال كاثوليك ريبورتر” كريستوفر وايت على تحديد عون موعد زيارة البابا إلى لبنان، فنفى وجود أي موعد نهائي بهذا الخصوص، مدوّناً على صفحته في “تويتر”: “رداً على تغريدة الصفحة الرسمية التابعة لرئاسة الجمهورية، إن رئيس لبنان أعلن عن أن البابا سيزور البلاد في حزيران المقبل.. لم يؤكّد الفاتيكان الزيارة بعد”.

وتعليقاً على هذه “البلبلة المعيبة” التي خيّمت على موعد زيارة الحبر الأعظم إلى لبنان بفعل مسارعة بيان بعبدا إلى تحديد موعدها، أشارت مصادر سياسية لبنانية إلى أنّ ما حصل كان نتيجة “الاستقتال على الاستثمار السريع في زيارة البابا بغية استخدامها كرافعة انتخابية للعهد وتياره”، موضحةً لـ”نداء الوطن” أنّ “هذه الزيارة كانت متوقعة ومنتظرة بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل لكن على ما يبدو فإنّ البابا أبدى رغبته في تقريب موعدها لتأكيد دعمه للبنانيين في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها وطنهم، خصوصاً وأنها ستشكل حافزاً إضافياً على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، منعاً لأن تؤدي أي محاولة لإجهاض استحقاق أيار إلى إجهاض زيارة حزيران”.

وفي المقابل، أصرّت مصادر قصر بعبدا على مضمون البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، جازمةً لـ”نداء الوطن” بأنّ “الرئيس عون تبلغ رسمياً من السفير سبيتري بأنّ البابا سيزور لبنان في حزيران”، وأردفت بغضب: “شو عم نلعب معقول نمزح مع البابا”؟، في حين كشفت أوساط مقرّبة من دوائر الرئاسة الأولى في معرض تأكيدها على نهائية تحديد موعد زيارة البابا فرنسيس لبنان في شهر حزيران أنّ “اجتماعاً مطولاً عُقد (أمس) في القصر الجمهوري للتحضير لهذه الزيارة”، لكنها أقرّت في الوقت عينه بأنه “ربما كان من المستحسن انتظار إعلان الفاتيكان عن الزيارة واحترام التقاليد التي تقول بأنّ أي زيارة خارجية للبابا من المفترض أن يتم الاعلان رسمياً عنها من قبل الفاتيكان أولاً”.