ما أسباب آلام الرقبة؟

يمكن اعتبار آلام الرقبة شائعة نسبياً، وفي الواقع، العديد من أسباب آلام الرقبة ليست خطيرة، ورغم ذلك، فإن هذا لا يعني عدم القلق بشأنها.

ويقول الدكتور مايكل بي ستوف، جراح العظام في مركز UMass Memorial الطبي، إن المشكلات المتعلقة بالعضلات والتهاب المفاصل هي السبب الشائع لآلام الرقبة.

وللمساعدة في تحديد السبب، تحتاج أولاً إلى تحديد نوع آلام الرقبة التي تعاني منها.

أنواع آلام الرقبة

غالباً ما يحدث الألم الحاد، أو الألم الذي يظهر فجأة، بسبب إجهاد العضلات أو الالتواء. وستختفي معظم حالات آلام الرقبة الحادة في غضون أيام قليلة بمساعدة مضادات الالتهاب التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) والراحة، كما يقول علي أرغي، جراح العمود الفقري العظمي في مركز The CORE Institute Sun City West Spine.

ومن المرجّح أن يحدث الألم المزمن، الذي قد ينطوي على وجع أو ألم مستمر يأتي ويذهب، بسبب حالة تنكسية أساسية.

ويشرح أرغي: “تبدأ العديد من الحالات التنكسية على شكل ألم متقطع، ويصبح أكثر شيوعاً وتكرارا مع مرور الوقت وتطور الحالة”.

أسباب آلام الرقبة الأكثر شيوعاً:

1. الجلوس بشكل خاطئ ووضعية النوم

يمكن أن يساهم الانحناء على مكتبك لساعات متتالية، أو رفع رقبتك للتحديق في هاتفك، أو النوم على وسائد غير مناسبة، في آلام الرقبة المرتبطة بالعضلات.

ويوصي أراغي بمحاولة عدم ثني الرقبة كثيرا للأمام أو للخلف، والحفاظ على استقامة الكتفين والظهر عند الجلوس أو الوقوف. ويمكن أيضاً وضع شاشة الهاتف أو الكمبيوتر عند مستوى العين للمساعدة في تجنّب رفع الرقبة.

وإذا واصلت الاستيقاظ من النوم وأنت تعاني من ألم في الرقبة، فقد تكون وسادتك أو مرتبتك هي المشكلة، لذلك ضع في اعتبارك استبدالها بمزيد من الخيارات الداعمة.

ويقول ستوف أيضاً، إن النوم في وضعية خاطئة أو إجهاد الرقبة بطريقة أخرى يمكن أن يتسبب في حدوث حالات كامنة، مثل التهاب المفاصل. وإذا استمر الألم في الظهور على الرغم من بذل قصارى جهدك، فقد يكون التحدث إلى الطبيب فكرة جيدة.

2. الإصابة

ليس من المستغرب أن الإصابات يمكن أن تسهم أيضاً في آلام الرقبة. ويمكن أن تتعرض لإصابة في الرقبة في مجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك، حوادث السيارات، والرياضات، والسقوط.

والنوع الشائع من الإصابات التي يمكن أن تسبب ألما في الرقبة هو المصع (إلتواء الرقبة)، والذي ينطوي على حركة اهتزاز مفاجىء في الرأس والرقبة. وقد يستغرق الأمر أسابيع، إن لم يكن شهورا، حتى تتحسن أعراض الإصابة، وهذا يتوقف على شدة الإصابة.

وقد يشمل علاج “المصع” أو إصابات الرقبة الخفيفة الأخرى: ارتداء طوق عنق لدعم الرقبة ومنع المزيد من الإجهاد، ووضع الثلج لتقليل التورم فور الإصابة، وتناول الأدوية المضادة للالتهابات للحد من الألم والالتهاب، وتناول مرخيات العضلات إلى جانب العلاج الطبيعي.

ويمكن أن تسبب الإصابة أو الصدمة في الرقبة وأعلى الظهر أيضاً انزلاق فقرات الرقبة، ما قد يسبب ألما في الرقبة كأعراض مبكرة.

وتؤدي هذه الحالة إلى ألم يبدأ في الرقبة وينتشر إلى الأطراف العلوية، وخدر في اليدين أو الكتفين أو الذراعين، وضعف في الذراعين أو اليدين. وتتطلب هذه الحالة علاجا فوريا.

3. التهاب المفاصل

يؤثر التهاب المفاصل بشكلٍ شائع على اليدين، ولكن هذا المرض التنكسي يمكن أن يؤثر أيضا على القراص القطني والمفاصل الموجودة في العمود الفقري، بما في ذلك تلك الموجودة في الرقبة.

ويعد داء الفقار الرقبية (انتكاس العمود الفقري) شكلاً من أشكال التهاب المفاصل التنكسي (المعروف أيضاً باسم هشاشة العظام) والذي يؤثر بشكلٍ خاص على الرقبة. وهذا النوع من التهاب المفاصل شائع جداً لدى كبار السن،  حيث يصيب أكثر من 85% من الأشخاص فوق سن الستين.

وتشمل أعراضه، ضوضاء عند لف رقبتك مثل الطحن أو الفرقعة، والصداع، وخدر في اليدين أو الذراعين أو الأصابع في حالة حدوث تضيق أو ضغط عصبي، وتشنجات عضلية في الكتفين والرقبة.

قد يوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية إذا كنت تعاني من انضغاط في العصب الفقري أو تضيق في العمود الفقري.

4. فيبروميالغيا (الألم العضلي الليفي)

سبب آخر محتمل لألم الرقبة المزمن هو الألم العضلي الليفي، وهي حالة تسبب ألما واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم. ولا يعرف الخبراء بالضبط سبب إصابة بعض الأشخاص بهذا الاضطراب، ولكن إذا كنت مصابا بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة مرض مزمن من أمراض التهاب الروماتيزم)، فمن المرجح أن تُصاب بالألم العضلي الليفي.

وتشمل الأعراض الأخرى للحالة الإعياء، والاكتئاب والقلق، وصعوبة النوم، بما في ذلك الشعور بعدم الارتياح عند الاستيقاظ، ومشاكل في الذاكرة والتركيز، والصداع والصداع النصفي.

5. التهاب السحايا

تتطلب هذه الحالة الخطيرة التي تسبب التهاب النخاع الشوكي وأغشية الدماغ عناية طبية فورية.

وقد تشمل أعراضها، التي تظهر فجأة تصلب الرقبة، وصداع الرأس، والحمى، وقد يعاني المريض أيضا من الغثيان والقيء والحساسية للضوء والارتباك.

6. النوبة القلبية

قد يكون ألم الرقبة لدى بعض الأشخاص، أحد أعراض النوبة القلبية، الأمر الذي يتطلب علاجاً طارئاً.

وتشمل العلامات الأساسية للنوبة القلبية الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر مثل الضغط أو الامتلاء أو الضغط أو الألم، وعدم الراحة في الجزء العلوي من الجسم مثل الرقبة وكذلك الذراعين أو المعدة أو الفك أو الظهر، وضيق التنفس، والتعرّق البارد، والغثيان والدوار.

7. السرطان

يمكن أن يكون ألم الرقبة أيضاً من أعراض السرطان، على سبيل المثال، سرطان الغدة الدرقية، ويمكن أن يسبب تورماً مؤلماً أو غير مؤلم في مقدمة العنق.

وتعتمد الأعراض المحددة لسرطان الرأس والرقبة على مكان السرطان ونوعه، ولكنها قد تشمل نتوءاً في الرقبة أو ألما لا يزول، وتقرّحات في الحلق أو الفم لا تلتئم، والتهاب الحلق المستمر الذي لا يزول، ومشاكل في البلع، والتغييرات في الصوت، والتورم حول الفك أو الذقن، وخدر في الوجه.