“مرحلة جديدة” في المواجهة.. أم إلى الحرب؟

السؤال الذي يحتل محور اهتمامات الخبراء في كيان العدو وخارجه يتركّز حول توقيت تنفيذ هذا العدوان، خصوصاً أنه كان بالإمكان تأخيره إلى مرحلة نشوب الحرب؟

المؤكد أن عدواناً بهذه المزايا لا تتفرّد الأجهزة الأمنية في اتخاذ القرار به، كما أنه ليس من نوع العمليات التي يصادق عليها المستوى السياسي بشكل تقليدي، وإنما يندرج ضمن إطار العمليات التي تشكّل ترجمة لقرارات ذات أبعاد استراتيجية لجهة الأهداف والتداعيات.

ولذلك لا يمكن فصل هذا العدوان عن المحطات التي أسّست للخيار الذي تبنّته قيادة العدو وأنتج هذا القرار. فقد سبقت هذه الخطوة مشاورات أميركية – إسرائيلية مُكثَّفة على مستويات عليا حول سيناريوهات مستقبل الجبهة اللبنانية، فضلاً عن المواكبة الأميركية الدائمة على مستويات متعددة، استخبارية وعملياتية وسياسية.

وأعقب هذه المشاورات أيضاً نقاشٌ أمني استراتيجي شمل القيادتين السياسية والأمنية في “إسرائيل” الخميس الماضي حول جبهة لبنان، إضافة إلى النقاش بين الجيش وأعضاء الحكومة الأحد الماضي حول الخيارات المطلوبة إزاء لبنان، وبرز في حينه رفض نتنياهو لتوصية الجيش بتأجيل التصعيد على جبهة لبنان إلى ما بعد استعداد الجيش لهذه المهمة.

أصبح واضحاً أن العدوان الأمني الشامل الذي استهدف مقاومين ومدنيين على نطاق واسع جداً، كان حصيلة هذه الجلسات والمشاورات التي تبنّت خياراً عدوانياً يلامس أو قد يؤدي إلى حرب عسكرية واسعة.

“الأخبار”