رغم أن العدو الإسرائيلي اعتدى فأوجع، إلا أن الأمر المحسوم أنه سيكتشف سريعاً أنه لم يقترب من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، بل أصبحت أكثر بعداً من أي وقت آخر، وسيدفع أثماناً مؤلمة رداً على استهدافه المدنيين بصورة واسعة. ويكفي التأمل في بيان “حزب الله”، يوم الثلاثاء، لاكتشاف أن قراءته لما جرى بأن العدو أخطأ في التقدير عندما وسَّع عدوانه بما يدفع المقاومة إلى نمط جديد من العمل وإلى عقاب وقصاص خاص.
ويبدو أن العدو ينكبّ في هذه المرحلة سياسياً واستخبارياً على مواكبة مواقف وبيانات “حزب الله” لتلمّس أي مؤشرات حول الاتجاه الذي ستسلكه التطورات.
مع هذه الاعتداءات الجديدة تكون المواجهة على جبهة لبنان قد دخلت مرحلة جديدة، ستتكشّف ملامحها في الأيام المقبلة. لذلك انكبّت الأجهزة الأمنية الصهيونية على دراسة خيارات “حزب الله” في ردوده والاستعداد لها. وضمن هذا الإطار، تمّ الإعلان عن تعزيز قوات الجيش على الحدود الشمالية، كجزء من رفع مستوى الجهوزية، ولتوجيه رسائل ردعية لثني “حزب الله” عن الرد، عبر الإيحاء بأن جيش العدو في حال جهوزية واستعداد لتغيير الواقع الأمني والاستعداد لكل السيناريوهات كما أوضح قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين.
أما على مستوى النتائج الفعلية، فقد أصبح واضحاً أن هذه الاعتداءات لم تحقق النتائج المرجوّة إسرائيلياً، وإنما حفَّزته لردود خاصة تتلاءم مع طبيعة العدوان وحجمه. ويبدو أن في كيان العدو من بدأ يتلمّس نتائج مغايرة لما تمّ الرهان عليه، وهو ما أشارت إليه صحيفة “هآرتس” بأن “ضخامة الهجوم يمكن أن تؤثّر في اعتبارات حزب الله وتغيّر سياسته العملياتية”.
وقد تبلور لدى العديد من الخبراء والمعلّقين في كيان العدو تقدير جامع بأنه “في الوقت الذي تعهّد نتنياهو للجمهور بأننا على بُعد مسافة قصيرة من النصر المطلق، يبدو الآن أننا قريبون من حرب واسعة النطاق ضد حزب الله، وأن الحسم على كل الجبهات لا يظهر في الأفق”.
“الأخبار”