| ناديا الحلاق |
وقف اللبنانيون أمام “الحدث الأمني الخيالي” الذي هزّ جميع أنحاء لبنان وأجزاء من سوريا مفجوعين، لم يمتصوا الصدمة بعد، فهم حرفياً رؤوا ما لا يمكن أن تصدقه العين، لم يتمكنوا من فهم ما حصل، وجل ما فعلوه المسارعة إلى إنقاذ من أصيب بذلك “الهجوم الهمجي الفظيع”، في مشهد أعادنا بالذاكرة إلى الأيام الأولى لانتهاء الحرب الأهلية عام 1975.
مشهد لبناني جامع وغير مسبوق عاشته المناطق اللبنانية أمس أعاد إحياء “روح الوحدة الوطنية” من جديد، بعد أن تهافت اللبنانيون من كل صوب وحدب من أجل التبرع بالدم، تضامناً وإسناداً لأبناء وطنهم.
هذا المرة، لم يقتصر التعاطف مع ضحايا المأساة الجديدة التي تضاف إلى مآسي اللبنانيين السابقة، على البيئة الموالية لـ”حزب الله” فحسب، بل كانت على مستوى الوطن.
ففي طريق الجديدة توافد الأهالي إلى المراكز الصحية من أجل تقديم المساعدة والتبرّع بالدم، تضامناً مع الجرحى، الذين أُصيبوا في الهجوم السيبراني الإسرائيلي.
وفي صيدا، أعرب الأهالي عن استيائهم من الاجرام الاسرائيلي، وتوافد عدد من الشبان إلى جميع المستشفيات من أجل “تقديم الدم” لإخوانهم.
أما في المنية، فاحتشد عدد من المواطنين أمام مستشفى الخير للتبرع بالدم لأبناء الضاحية والجنوب والبقاع.
كما غصّت باحات المستشفيات بمئات الشبان، من مستشفى البقاع الغربي في سحمر حتى مستشفى راشيا الحكومي، وصولاً إلى مستشفى فرحات في جب جنين ومنها إلى مستشفى البقاع في شتورة.
وكذلك الحال بالنسبة لأهالي طرابس الذين سارعوا بدورهم للتبرع بالدم ومساعدة الطواقم الطبية والتعبير عن تضامنهم مع الجرحى، وهو مشهد عبر عن مدى التضامن الوطني بوجه العدوان الاسرائيلي.
صيدليات من مختلف المناطق علّقت أوراقاً على أبوابها “أدوية مجانية لجرح الاعتداء الاسرائيلي”.
ووزارة الصحة دعت المستشفيات إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى واستقبال الجرحى.
مشهد واحد، يدًا واحدة وموقفًا واحدًا…. أمام آلة القتل الكبيرة… “تضامن، وفاء، مقاومة”.