من يصنع الرئيس في أميركا؟

| مرسال الترس |

إذا كانت صناعة رئيس الجمهورية في بلد صغير كلبنان، منذ الاستقلال حتى اليوم، تختلط بين قوى داخلية وأخرى خارجية، فالسؤال الذي يشغل بال الرأي العام العالمي يتمحور حول الجهة ـ أو الجهات الفاعلة والمؤثرة في اختيار رئيس أهم قوة دولية على الكرة الأرضية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، أي الولايات المتحدة الأميركية، حيث تتجه الأنظار نحو ظاهرتين:

• الأولى تقتنع بان الشعب الأميركي العادي هو من ينتخب الرئيس طالما أن “الانتخابات ديمقراطية مئة بالمئة”!

• الثانية متأكدة أن هناك قوى مؤثرة وفاعلة في اختيار ذاك الرئيس، وأبرزها “اللوبيات” اليهودية المتجذرة في المجتمع الأميركي، لا بل القابضة على توجهاته، لأنها متحكمة منذ عقود عديدة بمحورين أساسيين هما المال والاعلام، اللذين تستطيع عبرهما، وبسهولة مطلقة، توجيه الرأي العام لأي مجتمع!

وفي هذا السياق يمكن طرح التساؤلات التالية:

ـ هل هي المصادفة أم تأثير ما، هو ما جعل الاحصاءات التي تواكب الانتخابات الرئاسية، أن لا تصح في تحديد من هو الفائز في الانتخابات الماضية بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن، وقبلها في الانتخابات التي جمعت ترامب والمرشحة هيلاري كلينتون؟

ـ هل فعلاً “هبط الوحي” على الشعب الأميركي ليرتفع مؤيدو المرشحة كامالا هاريس في ليلة واحدة من 47 % إلى 63 %، أي ستة عشر نقطة دفعة واحدة، وهو نادراً ما يحصل في أية انتخابات، في وقت قال عنها العديد من المتابعين إنها لم تكن “مناظرة من العيار الثقيل، ولم تقلب الموازين”؟

ـ هل هي المصادفة أم تأثير خفي، أن لا يصل إلى الترشيحات النهائية للحزبين، الديمقراطي والجمهوري على السواء، إلاّ من تكون له صلة قرابة حميمة (زوجة، زوج، صهر، كنّة) مع الطائفة اليهودية ولوبياتها التي تتحكم بمفاصل الإعلام والمال في الأمبراطورية الأميركية؟

ـ هل يجوز في دولة بحجم أميركا، وبالقدرات التكنولوجية لديها، أن يتم الحديث عن أخطاء في إجراء الانتخابات، ووجوب العودة إلى العدّ اليدوي كي يتم إحصاء الأصوات في هذه الولاية المفصلية أم تلك؟

ـ هل هي المصادفة أم تأثير ما، هو ما جعل بابا الكاثوليك في العالم أجمع فرنسيس الأول أن يدعو الى انتخاب الأقل ضرراً بين المرشحين المطروحين: ترامب وهاريس، ويتساءل عن المرشحين الكاثوليك في الانتخابات الأميركية، والذين غابوا كلياً عن البيت الأبيض منذ خمسة عقود، بعدما اغتيل الرئيس الأميركي جون كينيدي على يد “مجهول معلوم” في وسط النهار!

أياً تكن نتائج الانتخابات المقبلة في أميركا، فإن من سيفوز ستكون مهمته الأساسية دعم كيان الاحتلال الاسرائيلي وحكامه، وقد لاحظ الجميع كيف تسابق المرشحان ترامب وهاريس، في مناظرتهما، على من يظهر دعمه أكثر لكيان الاحتلال!