| ناديا الحلاق |
إذا أردت أن تحطم بلداً وتدمر مجتمعاً بأكمله وتقضي على شبابه، فأغرقهم بالمخدرات، هذا ما قال إحدى تجار المخدرات السابقين لموقع “الجريدة”.
وهذا ما يحصل تماماً في لبنان في ظل دولة عاجزة مهترئة انهزمت بحربها أمام هذه الآفة، حتى وصلنا إلى مرحلة غير مقبولة من الانحلال الأخلاقي والمجتمعي.
استهتار الدولة وعدم اكتراثها جعل عديمي الضمير يذهبون إلى أبعد الحدود، يروجون ويتاجرون ويتعاطون فلا من يحاسب ولا من يسأل أي على قاعدة “نحن عايشين بدولة كل مين ايده إله”.
ولكن أن يصل انهيار الأخلاق إلى مرحلة يصبح فيها الطبيب شريك في الجريمة، فهذا يعني أننا تخطينا كل الخطوط الحمر.
علم موقع “الجريدة” أن بعض الأطباء (صحة عامة، جهاز هضمي، أطباء عظم ومفاصل)، في أحد المستوصفات الموجودة في منطقة الطريق الجديدة والضاحية الجنوبية، يعمدون إلى إعطاء وصفات طبية بأدوية مثل Tramal,Rivotril, benzhexol، لمرضى هم أصلاً من متعاطي المخدرات مقابل 500 ألف ليرة، من دون أن يكترثوا إلى خطورة ما يفعلونه خصوصاً عند تناول هذه الأدوية بجرعات عالية.
وتواصل موقع “الجريدة” مع بعض الأهالي المبتلين بتعاطي أبنائهم للمخدرات، لتكون تجربته عيّنة عن الأخطاء التي يرتكبها بعض الأطباء، حيث اشتكوا من سوء صرف هذه الأدوية لأبنائهم، مؤكدين أن هؤلاء الأطباء يعطون الوصفات للمتعاطين بناء على طلبهم، بحجة أنهم يعانون من مشاكل عصبية واكتئاب حاد، علماً أنهم ليسو أطباء مختصين وإعطاء هذه الأدوية من المفترض أن لا يكون إلا عبر طبيب مختص بعد معاينة وتشخيص دقيق لحالة المريض.
وارتفع عدد مدمني المخدرات في لبنان بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وبحسب أحدث إحصاء صادر عن جمعية جاد ـ شبيبة ضد المخدرات ازداد عدد المدمنين حوالى 400% وسط تدنٍّ في الأعمار من 23 عاماً إلى 16 عاماً.
وبحسب الإحصاء %20 من النساء دخلن أيضاً خط التعاطي والترويج.
إذاً، مقابل الانتشار المقلق لانتاج المخدرات وتعاطيها، تقتصر الجهود المحلية المبذولة على حملات التوعية “الموسمية” ، لكنها لم تصل إلى مرحلة مواجهة تجار المخدرات ومروجيها.
فهل من مشروع ممنهج لضرب شباب لبنان؟