| مرسال الترس |
منذ إعلان الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948، ومخططات المستوطنين تتركز على تغيير معالم الأماكن المقدسة لدى المسيحيين والمسلمين، لصالح السيطرة اليهودية على كل الأمور والتفاصيل.
على الصعيد المسيحي، رفع الاحتلال من مستوى إجراءاته القمعية، ولا سيما على هامش الأعياد الدينية التي تشكل طابعاً رمزياً مقدساً لكل المذاهب المسيحية (عيدي الميلاد والفصح على سبيل المثال)، فيما المستوطنون المتشددون يمارسون أبشع أنواع الاحتقار، وآخرها البصق على رجال الدين والراهبات علناً، من دون اأن تتخذ سلطات الاحتلال أي إجراء تأديبي أو قانوني، ناهيك عن شراء أو مصادرة أراضي الأوقاف بطرق ملتوية!
أما على الصعيد الاسلامي، فحدّث ولا حرج، من منطلق أن اليهود على قناعة بأن المسجد الأقصى بُني على أنقاض هيكل سليمان. وبالتالي يجب هدم الأول لبناء الثاني من جديد مكانه.إضافة إلى ما تتعرض له المواقع الدينية الإسلامية والتي يدّعي اليهود أنها تعود لهم، ومنها على سبيل المثال الحرم الابراهيمي أو قبر يوسف…
وفي هذا السياق، فان سلطات الاحتلال، وبحجة الأعياد اليهودية، أمرت مؤخراً بإغلاق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بشكل كامل أمام المصلين المسلمين، حيث أشارت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إلى أن “إغلاق الحرم يأتي في إطار التقسيم الزماني والمكاني، الذي سرق حوالى 36% من أروقته بشكل دائم”.
أما فيما يعود للمسجد الأقصى، فيرعى جيش الاحتلال، بشكل شبه يومي، انتهاك حرماته وباحاته من قبل المستوطنين، وبشكل استفزازي، لتأدية صلوات تلمودية، فيما تعمد سلطات الاحتلال إلى استدعاء إمام المسجد عكرمة صبري للتحقيق بدون مبررات. بينما العالم العربي والعالم الاسلامي يتفرجان، من دون أي خطوة عملية لوقف تلك الانتهاكات.
وفي هذا المجال، يُروى أن أول رئيسة وزراء لكيان الاحتلال غولدا مئير، بقيت طوال ليلة قرب الهاتف في صيف العام 1969، بعدما إقدم أحد المتطرفين اليهود على افتعال حريق في المسجد الأقصى، حيث التهمت النيران كامل محتويات الجناح الشرقي للجامع القبْلي في الجهة الجنوبية من المسجد، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، وذلك تخوفاً من ردة فعل عسكرية من الدول العربية المجاورة.
ويومها مرّت الحادثة من دون أي ردة فعل. فهل إذا تم هدم المسجد الأقصى للمباشرة بإقامة هيكل سليمان، كما طالب الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الذي رافق مؤخراً اكثر من جولة للمستوطنين داخل المسجد، ستتحرك الجبهات العربية وسيبقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طوال الليل قرب الهاتف كما فعلت مائير؟ أم سيصفق فرحاً أنه استطاع خلال ولايته، أن يحقّق لإبناء جلدته ما لم يستطع تحقيقه أياً من أسلافه؟