/إيناس القشّاط/
انتهى “برشلونة”.. كلمات ردّدها متابعو كرة القدم، في الفترة الأخيرة، بعد الأزمة الكرويّة التي عانى منها النادي الكتالوني، وخصوصاً بعد رحيل نجمه الأول، ليونيل ميسي، الى باريس سان جيرمان الفرنسي.
الانتقادات القاسية، التي تعرّض لها برشلونة، اختفت مع وصول الساحر تشافي هيرنانديز، الى أحضان ناديه الأم مُدربًا للفريق الأول، الذي وعد جماهير النادي، بأنه سيعمل جاهدًا للارتقاء لمستوى الطموحات”، مشيراً الى أن “برشلونة لا يقبل التعادل أو الهزيمة، علينا الفوز بجميع المباريات”.
وفعلاً، تشافي أوفى بوعده. بعصاه السّحرية، وخططه التكتيكيّة، حوَّل تشافي، برشلونة من فريق في المركز التاسع، إلى فريق في المركز الثاني، لديه حلم الفوز بلقب الليغا، بل وتمكن من الفوز برباعية نظيفة أمام غريمه التقليدي ريال مدريد في سانتياغو بيرنابيو، كما فاز على إشبيلية.
فقط، احتاج تشافي 150 يوماً، لتغيير أوضاع النادي الكتالوني، وحلّ مشاكله لا سيما مع ضم 4 صفقات مميزة في الفترة الشتوية، بقيمة داني ألفيس، وبيير أوباميانغ، وفيران توريس، وأداما تراوري.
الاختبار الحقيقي لتشافي كان ليل أمس. فبرشلونة لعب بنفس الرسم الذي ظهر به أمام ريال مدريد في الكلاسيكو، فقد أشرك ألفيش أساسيًا هذه المرة، لأنه لا يوجد لاعب يمتلك سرعة ومهارة فينيسيوس لاعب ريال مدريد، وبالتالي استفاد من أراخو في قلب الدفاع.
ورغم تألّق الفريق وتحسّنه، أظهرت مواجهة الليلة الماضية، العيوب التي يحتاج النادي الكتالوني لتفاديها في سوق الانتقالات. كان الشوط الأول، مملًا وبطيئاً في مرتدات برشلونة، بسبب تفوّق وسط إشبيلية والتمركز المثالي، لكنّ الشوط الثاني كانت مرحلة التطوير بمحاولة اللعب أكثر على المرتدات وبالتالي خُلقت المساحات.
وبحلول الدقيقة 72، أحرز الفتى الذهبي، بيدري، صاحب الـ 19 عاماً، هدف الفوز الوحيد للفريق الكتالوني، بعد مجهود فردي رائع، تلاعب ببراعة تامة، بلاعبين قبل أن يطلق تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، أسكنها على يمين المغربي، ياسين بونو، حارس مرمى إشبيلية.
بهدف بيدري، حجز برشلونة، المقعد الثاني في الدوري الإسباني، وأصبح على مواجهة خطرة مع “الملكي” ريال مدريد الذي يتربّع على عرش الصدارة. الا أن “الميرنغي” في مرحلة الخطر. فبعد خسارته الأخيرة من برشلونة، وفوزه الصعب على سيلتا فيغو، ظهر ريال أنشيلوتي “متخبّط”. حيث أن المباراة الأخيرة للريال، كانت سيئة مع سيلتا فيجو، وبدت وكأن صفعة برشلونة ما زال أثراها واضحاً، لا سيما وأن سيلتا فيجو لعب بشكل أفضل أغلب أوقات اللقاء.
الشكّ يتسلل بين صفوف الفريق المدريدي، الذي يحتاج في الوقت الحالي، إلى الحفاظ على استقرار لاعبيه وثقتهم بأنفسهم، كي لا يتعثر الملكي مرتين بنفس الحجر.
ففي موسم 2014-2015، سيطر ريال مدريد على الليغا. لكن في كانون الثاني 2015، تغيّرت البوصلة مع السقوط في فالنسيا (2-1)، حيث نجح برشلونة، في تعويض تأخره بأربع نقاط في ذلك الوقت، ومن بعدها تغلب على يوفنتوس في برلين، لتحصد كتيبة لويس إنريكي لقب الليغا ودوري الأبطال.
بين الفلسفة الكروية الحديثة، والفلسفة الماضية، التي يعيش على اطلالها انشيلوتي، لا بدّ من صحوة فنية حديثة تنشل الريال من الواقع. مدرب من الماضي وأسلوب فني لا يجاري أبدًا كرة القدم الحديثة.
ويبقى السؤال: هل يستغل برشلونة عيوب الريال ويفوز بلقب الليغا؟