| مرسال الترس |
تزامنت الضبابية التي تلّف مستقبل المشهد الأمني الإقليمي، مع حركة مستجدة لـ”اللجنة الخماسية” العربية ـ الدولية، مع الحديث عن استئناف اجتماعاتها المعلّقة منذ نحو شهرين، في 14 أيلول الحالي. وتُرجم ذلك بنشاط لم يكن متوقعاً من قبل سفراء دول اللجنة، ولاسيما سفراء فرنسا هيرفيه ماغرو ومصر علاء موسى والسعودية وليد البخاري.
الأول سجّل أكثر من تحرك واتصال، الأسبوع الماضي، مع تسرّب أحاديث عن تأبطه لائحة أسماء جديدة مرتبطة بما يسمى “المرشح الثالث”.
الثاني أسهب في التصريحات، واعداً باستئناف اجتماعات اللجنة في وقت ليس ببعيد، وبأن الوقت قد حان لطي ملف الاستحقاق الرئاسي الذي اقترب من مدة السنتين على هيمنة فراغه فوق قصر بعبدا.
أما الثالث فخرج من دائرته الديبلوماسية التي استغرقت أشهراً، ليزور رئيسين سابقين للجمهورية هما أمين الجميل وميشال سليمان، ويتوّجها بـ”سؤال خاطر” رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ثم ليشّد الرحال إلى عاصمة مملكته للمشاركة في اجتماعات عالية المستوى مع الوزير المفوض الملف اللبناني نزار العلولا والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يُحضّر، على ما يبدو، لإضافة عدد جديد من زياراته إلى بيروت، لعله يستطيع كسر النحس الذي رافق رحلاته السابقة.
هل ستصل اللجنة إلى نتيجة ملموسة، طالما أنها تفتش عن الإبرة الضائعة في كومة المواقف المتناقضة على الساحة السياسية اللبنانية.. أم أن جهودها ستضاف إلى ما راكمته في سنتين بين المماحكات في دائرة مقفلة جداً من المواقف؟
الواضح أن اللجنة وسفراءها، لا يأخذون على محمل الاقتناع بما يطرحه الأفرقاء المتناحرين سياسياً، وخصوصاً لجهة “المعارضة” المصرّة على عدم الأخذ برأي “الثنائي الشيعي” مهما كلفها من عناد، في وقت يبدو فيه المرشح الذي يدعمانه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مقتنعاً إلى أقصى الحدود بأن من يدعمه بترشيحه ليس مستعداً تحت أي ظرف بالتخلي عن ذلك، أو تعديل موقفه في ظل أي مفاوضات أو مشاورات أو حوار، كما أن داعميه مبعدين عن تفكيرهما أي اتجاه لتقديم تنازلات لأي من الأفرقاء الآخرين الذين يراهنون على أن الحرب القائمة في غزة، وما يرتبط بها في الجنوب اللبناني، ستبدل في المشهد السياسي كما يرجو غير موفد غربي.
وفي حين يستبعد العديد من المتابعين حصول أي “طائف” أو “دوحة” أو “قاهرة” في الخرائط الحالية، يبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحلفاءه، لن يخاطروا بالاحتكام إلى تصويت لا يضمن وصول مرشح يبصمان على جلوسه في القصر الجمهوري عبر جلسة انتخاب واحدة وجازمة، بدل زجّ ساحة النجمة في معمعة الجلسات المفتوحة المحفوفة بالعديد من التدخلات الخارجية قبل الداخلية.