| غاصب المختار |
لم تكن عودة تحرك اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية إلى التداول في الاستحقاق الرئاسي، في هذا الظرف بالذات، مجرّد محاولة عبثية أو لتعبئة الوقت الضائع. بحسب المعطيات الدبلوماسية المتوافرة لموقع “الجريدة”، فقد بنت حركتها الجديدة على عاملين إثنين: أولهما تزامن توقيت حركتها مع عودة الحراك الرئاسي الداخلي، من خلال إعادة الرئيس نبيه بري طرح مبادرته الحوارية في خطاب ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، وملاقاة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع له بـ “نصف موافقة” أو موافقة مشروطة ، واستئناف “تكتل الاعتدال الوطني” النيابي حضوره الرئاسي عبر الكلام عن بحث مقاربة جديدة لتحقيق التوافق، وعودة حركة النائب المستقل الدكتورغسان سكاف بعد إبلاله من العملية الجراحية التي خضع لها منذ شهرين.
ولكن المصادر الدبلوماسية تتحدث أيضاً عن أن التزامن في الحراك ليس صدفة، بل ربما هو وليد قرار عربي ـ دولي بمحاولة إنجاز الانتخابات الرئاسية خلال شهر أيلول الحالي إذا أمكن، قبل دخول الولايات المتحدة الأميركية مدار انتخاباتها الرئاسية في تشرين الأول المقبل، ولذلك عاد الزخم إلى الملف الرئاسي اللبناني وفصله عن ملف جبهة الجنوب.
وتقول المصادر الدبلوماسية لموقع “الجريدة” إن الظروف والمواقف المحيطة بالإنتخابات الرئاسية اللبنانية هذه المرة، شبيهة بالظروف التي أحاطت بإنتخاب الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول عام 2022، قبل نحو أسبوع فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها الرئيس دونالد ترامب، على الرغم من المعارضات الكبيرة وقتها لإنتخاب عون، لكن الضغط الدولي والعربي أدى إلى توافقات لبنانية على انتخاب عون، بغض النظر عمّا جرى بعد انتخابه من خلافات وتعثر.
لذلك، تنصح المصادرالدبلوماسية، المسؤولين والقوى السياسية اللبنانية، بالتوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت، وعدم انتظار الانتخابات الأميركية التي ستجري في 5 تشرين الثاني، لأن الادارة الجديدة لن تتسلم مهامها قبل كانون الثاني 2025، وستحتاج وقتاً لترتيب ملفاتها الداخلية والشرق أوسطية والدولية، وستكون منشغلة أكثر بالحرب في أوكرانيا، هذا إذا نجحت الإدارة الحالية في وقف الحرب في غزة.
وتؤكد المصادر أنه على الرغم من الزخم الفرنسي- السعودي في الحراك الرئاسي اللبناني، عبر لقاء الموفد الرئاسي جان ايف لودريان بالمستشار الملكي السعودي الوزير نزار العلولا، إلّا ان الولايات المتحدة ليست بعيدة عن هذا الحراك، على الرغم من أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون في إجازة، لكنها في إيطاليا وليس في واشنطن، ومن السهولة أن تعود إلى بيروت خلال ساعات قليلة، للمشاركة في اجتماع سفراء الخماسية المقرر مبدئياً في منتصف أيلول الحالي.
وأوضحت المصادر أن مسعى اللجنة الخماسية سيركز على وضع إطار عام يتفق حوله اللبنانيون، وتدفع اللجنة الخماسية نحو تحقيقه ونجاحه.
لكن، على الرغم من كل هذا الزخم، ما زالت الشكوك قائمة حول نجاح التحركات الجديدة في كسر الجمود الحاصل، ربما بسبب مراهنات لبنانية على عوامل خارجية قد تقلب الوضع الداخلي، أو بسبب تمسك بعض الفرقاء اللبنانيين بشروطهم، ليكونوا ناخبين مقررين وأقوياء في فرض إسم الرئيس او المرشح الذي يريدون!