حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من أن سرعة الانهيار تفوق بكثير بطء الإصلاحات، داعياً المسؤولين للإسراع في إجراء الإصلاحات الماليّة والاقتصاديّة.
وخلال ترؤّسه قدّاس الأحد في بكركي دعا البطريرك الرّاعي، الحكومة “الإسراع في إجراء الإصلاحات الماليّة والاقتصاديّة، لأنّ سرعة الانهيار تفوق بكثير بطء الإصلاحات. وأسطع مثال على بطء الإصلاحات، هو قانون “الكابيتال كونترول”، الّذي كان ينبغي أن يحصل عام 2019، ويحاولون اليوم تمريره بعدما فرغت صناديق المصارف”.
وقال: “حريّ بالمسؤولين أن يشرحوا لصندوق النقد الدولي وضعية لبنان الخاصة ومدى ارتباط حياة المقيمين بتحويلات المغتربين لحماية النظام الليبرالي اللبناني”.
وأعرب الراعي عن أمله من الحكومة أن “تجد سريعًا الحلول اللّازمة لملف الجامعة اللبنانية، حلولًا عادلة ولازمة، فلا يجوز أن ينهار هذا الصّرح التّربوي الوطني الكبير أمام أعيننا، بعد 71 سنة من تأسيسه على أسس متينة”.
وطلب من الحكومة، أن “تولي اهتمامًا خاصًّا للأطباء، الّذين نخسرهم يومًا تلو الآخر، بسبب تردّي معاشاتهم، بنتيجة ما نعيشه من أزمة ماليّة. لكنّنًا إذا فقدنا الجامعة والأطبّاء والمصارف، ماذا يبقى في لبنان، هذا الّذي كان معروفًا بمستشفى وجامعة ومصرف العرب؟”.
وفي ملف الانتخابات رأى البطريرك أنّ “شعبنا اللّبناني النّاخب يحتاج لأن يستمدّ النّور الإلهي، كي يحسن اختيار مَن هُم الأفضل، لإحداث التّغيير المنشود، ومَن هم مخلصون للبنان دون سواه، ومخلصون لشعب لبنان”، موضحًا أنّ “قيمة الانتخابات في المجتمعات الدّيمقراطيّة، أنّها مناسَبة للشّعوب لتغيير واقعها نحو الأفضل. أن ننتخب يعني أن نغيّر، وأن نقترع يعني أن نختار الأفضل”. ولفت إلى أنّه “إذا كانت الانتخابات ركيزة الديمقراطيّة عندها، فلا يجب أن تكون الشعبويّة ركيزة الانتخابات”.
وأضاف: “الجدير بالمرشّحين أن يحدّثوا اللّبنانيّين عن مشاريعهم الإصلاحيّة الممكنة، بدل التّراشق غير المجدي الّذي “شبعنا منّه”، داعيًا إلى أن “يبادر الشّعب بكليّته إلى انتخاب الأفضلين، إذا أراد حقًّا التّغيير وإصلاح الواقع، وهذا لا يتمّ إذا ظلّ المواطنون في بيوتهم والانتخابات جارية”.
وأشار إلى أنّ “انتخابات نيابيّة ناجحة في إجرائها ونتائجها، هي ضمانة لنجاح انتخاب رئيس جديد لرئيس الجمهوريّة، رئيس يكون على متسوى تحدّي النّهوض بلبنان”.