مقدمات نشرات الاخبار المسائية للثلاثاء 27/8/2024
إذا كان الرد على الإعتداء الذي استهدف الضاحية الجنوبية في أواخر تموز الماضي قد أنجزته المقاومة فجر الأحد فإن تداعياته لم تهدأ في كيان الإحتلال على وجه الخصوص.
وإذا كانت المقاومة قد فرضت العودة إلى قواعد الإشتباك السابقة فإن الإحباط يسود كيان الإحتلال على نطاق واسع ولا سيما مستوطنات الشمال.
صحيح أن الإعلام العبري تبنى بمجمله رواية جيش الإحتلال بشأن ما وصفه بضربة إستباقية إلا أن الصحيح أيضا أن سهام الإنتقادات التي وجهها المعلقون إلى رئيس الحكومة والجيش عكست أزمة الثقة العميقة في الكيان والإقرار الثابت بأن المقاومة ماضية في حرب الإستنزاف حتى يتوقف العدوان على غزة.
المضي في حرب الإستنزاف هذه لم يحل دون إعلان رئيس هيئة الاركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون إستبعاده إندلاع حرب إقليمية واسعة بعد رد المقاومة في محيط تل أبيب وقال في رحلة العودة من جولة إقليمية شملت تل أبيب: هناك أمران كانا سيحدثان أحدهما حدث بالفعل فجر الأحد والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني في إشارة إلى الرد الإيراني المرتقب على اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وفي موقف مشابه أشارت نائبة المتحدث باسم اليونفيل (كانديس أرديل) إلى أن الطرفين المعنيين – أي إسرائيل وحزب الله) – أعلنا أنهما لا يرغبان في حرب واسعة لكنها حذرت من أن هناك دائما هامش خطأ
على المسار الإسرائيلي – الفلسطيني تنزلق مفاوضات القاهرة نحو طريق مسدود بسبب شروط بنيامين نتنياهو التعجيزية.
ولعل ما كتبته يديعوت أحرونوت خير دليل على ذلك إذ قالت نقلا عن مصدر مطلع على المفاوضات: كلما توصلنا إلى حل بند في المحادثات يضيف نتنياهو بندا جديدا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي : لن أتراجع عن موقفي بخصوص محور فيلادلفيا ولا يهمني موقف القيادة الأمنية بشأنه….
ورغم انسداد الأفق أمام جولة القاهرة التفاوضية يصر البيت الأبيض على أن المحادثات أحرزت تقدما مشيرا إلى أنها ستتواصل على مستوى مجموعات العمل خلال الأيام القليلة المقبلة إذ تحاول الأطراف تسوية بعض القضايا المحددة.
ميدانيا كثفت قوات الإحتلال إعتداءاتها سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
في القطاع سقط أكثر من عشرين شهيدا فلسطينيا في قصف لمناطق عدة فيما سجلت عمليات تهجير قسري للآلاف في دير البلح.
وفي الضفة ستة شهداء خمسة منهم ارتقوا في غارة شنتها مسيرة معادية على منزل في مخيم نور شمس بطولكرم.
وجاء هذا الإعتداء على إيقاع تهديدات باستعداد المنظومة الأمنية الإسرائيلية لعمليات واسعة في الضفة.
في لبنان، وفي غزة، وحتى في المنطقة كلا : الحماوة المضبوطة سيدة الموقف. ففي الجنوب هدوء نسبي واضح ولافت، مع استمرار العمليات العسكرية المدوزنة والاستهدافات المحدودة.
توازيا، اتجهت الانظار الى الحركة الديبلوماسية اللافتة، وذلك استباقا لاستحقاق مهم يتعلق بالتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب الخميس المقبل. في المقابل، غزة تعيش تناقضا واضحا بين الوضع المتفجر في الميدان، وبين الانتظارات من محادثات القاهرة.
ففي وسط غزة وجنوبها، تواصل القوات العسكرية الاسرائيلية قتالها ضد حركة حماس، في حين تتواصل في القاهرة المحادثات على مستوى مجموعات العمل.
وقد اختصر احد الديبلوماسيين الغربيين نتائج محادثات القاهرة حتى الآن بأنها : نصف نجاح ونصف فشل. في المنطقة، انتظار ثقيل للردين الايراني والحوثي، في حين يبدو ان الضغوط الدولية، ولاسيما الاميركية، نجحت في احتواء الموقف التصعيدي، بحيث اضحى احتمال الحرب الشاملة بعيدا.
وفي الاطار لفتت التطمينات التي صدرت عن رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية تشارلز براون، والذي أكد بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام للمنطقة ان مخاطر اندلاع حرب اقليمية قد انخفضت.
كهربائيا، مبلغ الـ 42 مليون دولار الذي تبخر على ايدي الثلاثي خياط: تحسين وكريم وكرمى لا يزال ضائعا . والثلاثي المذكور لم يقدم اجابات حتى الان لا الى وزارة الطاقة ولا الى الوزيرة السابقة ندى البستاني. فأين رئيس الحكومة من هذه الاستباحة الموصوفة للمال العام؟.
لا عام دراسيا عبريا في الشمال، ولا تعليم ولا ما من يتعلمون، مع عجز الحكومة عن تأمين الامن – كما قال زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد. اما قول المقاومين ان المدرسة مفتوحة منذ اشهر الاسناد العشرة، ليس لتعليم المستوطنين بل لتعليم جيشهم وحكومتهم وتاديبهما وردعهما عن فعل الاجرام الذي يمارسونه بحق الفلسطينيين في غزة والضفة، والتطاول على لبنان..
ولكي يعلموا الصهاينة فصلا جديدا من التاريخ لم يكونوا ليتوقعوه، وفيه ان جيشهم الذي كان لا يقهر، بات بحاجة لاساطيل العالم وترسانته الحربية كي يستطيع الوقوف في الميدان بوجه التهديدات لا سيما تلك القادمة من الشمال..
وان كان ديدنهم الكذب، فان الحقيقة تبقى طي الليالي والايام، التي تكشف كل ساعة من ساعاتها تأكيدا جديدا عن حجم الضربة التي تلقوها من المقاومة في لبنان بيوم الثأر – يوم الاربعين، الذي اصاب الكيان بصمت القادة وصراخ الخبراء والمستوطنين، المتحدثين عن خطورة ما جرى رغم كل التعتيم..
وما يجري على جبهة الاسناد تأكيد لصدق الوعد من المقاومة وسيدها، بانها انجزت ثأرها، ووصلت الى حيث تريد، وثبتت معادلتها، وأكملت وعدها بل واجبها باسناد غزة واهلها حتى وقف الحرب الاجرامية الصهيونية الاميركية عليهم ..
وعليه كانت اليوم صواريخ المقاومة ومسيراتها تلاحق مواقع العدو وتجمعات جنوده من دوفيف الى ناطوعا وما بينهما..
ومن بين اضلاع الصهاينة رعب يتقلب من الضفة الى محيطها، لن يهدئ منه عمليات الاغتيال كما جرى في مخيم نور شمس بطولكرم اليوم، بل ان الضفة تغلي بكل فصائلها واهلها بفعل العدوانية الصهيونية، الممتدة من الاغتيال الى مشاريع تدنيس المسجد الاقصى برعاية حكومية، عبر اقرار رحلات سياحية الى ساحاته وحديث آتيمار بن غفير عن نية بناء كنيس في باحاته..
في الباحات اللبنانية المعتمة شمعة جزائرية تكاد تنقذ لبنان من الظلمة الشاملة مع وصول هبة الفيول العالي الجودة كما قال وزير الطاقة، بل هي هبة من الشعب والحكومة الجزائريين انقى واصفى واصلح لانارة لبنان من الكثيرين من اصحاب النوايا المعتمة والمشككة في بلادنا ..
لا حل ولا حرب.
عبارة تختصر واقع المنطقة ولبنان اليوم، غداة الإعلان عن فشل مفاوضات القاهرة في التوصل الى اتفاق على هدنة في غزة، وبعيد رد حزب الله على اغتيال الشهيد فؤاد شكر، الذي بقي محصورا في هذا الإطار.
في مفاوضات غزة، منع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اي تقدم بمجرد تمسكه بموقفه من إشكاليتي محوري فيلادلفيا ونتساريم، اللذين شكلا الجانب الأكثر تعقيدا من عملية التفاوض.
وفي هذا الاطار، وصفت مصادر فلسطينية المقترح الاخير لنتنياهو بشأن نتساريم بأنه لم يكن عمليا، وهدفه تكريس الوجود العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وتقسيمه. وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر أمنية اسرائيلية تأكيدها أن نتنياهو كلف فريق التفاوض بأن يعرض في القاهرة الخطوط العريضة المقبولة لديه بشأن محور نتساريم، والتي تضمنت حفر خنادق تقطع المحور لمنع مرور المركبات، وهو ما رفضه الآخرون رفضا قاطعا.
اما راهنا، وفي وقت اكد نتنياهو العمل على إعادة المختطفين من خلال المفاوضات وعمليات التحرير، رابطا ذلك بالوجود العسكري في الميدان الغزاوي، فينصب الاهتمام على العناوين الاقل تعقيدا من حيث المبدأ، ومنها عدد الاسرى الاسرائيليين الذين يمكن لحماس ان تفرج عنهم، مع أسمائهم وبرنامج إطلاقهم التدريجي اليومي.
وفي المقابل، اسماء المعتقلين الفلسطينيين، الذين تصنف اسرائيل بعضهم بثقيلي الوزن، اي المحكومين بالسجن المؤبد على سبيل المثال، حيث لا يزال نتنياهو يطالب بحق الفيتو على اسماء معينة، أو بفرض النفي فور الاطلاق على اسماء اخرى.
هل انحسرت احتمالات الحرب؟ الجواب عند الأميركي.
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي.كيو. براون، يعتبر أن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في المنطقة انحسرت إلى حد ما، بعد تبادل إسرائيل وحزب الله في لبنان إطلاق نار من دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران لا تزال تشكل خطرا كبيرا بدراستها توجيه ضربة لاسرائيل. وقال لدى مغادرته تل ابيب “كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان. حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني”.
وأضاف “كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا” .
هنا ننتقل إلى المرحلة الثانية من السؤال، وفق الترتيب الأميركي: هل سترد إيران؟ متى؟ وكيف؟
في تطور آخر يتعلق بالرهائن، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم إنقاذ رهينة عربي اسرائيلي خلال عملية وصفها بالمعقدة في جنوب قطاع غزة ، من دون أن يعطي أي توضيحات لماذا سماها بالمعقدة. وقال الجيش في بيان إن الجيش وجهاز الامن العام “شين بيت”، انقذا الرهينة البدوي الإسرائيلي كايد القاضي (52 عاما) الذي اختطف من قبل مسلحين فلسطينيين خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول القائت.
وأكد الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري أنه تم انقاذ الرهينة من الانفاق تحت الارض.
لكن البداية من الضفة الغربية حيث يبدو ان التصعيد ينتقل إليها من غزة، وخلفية التصعيد ما يجري في محيط المسجد الأقصى.