تفاصيل حول حركة السنوار وطريقة اتصالاته: “إسرائيل” لاحقت “الشبح” بأجهزة رصد أميركية.. وفشلت!

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن “إسرائيل” تمكنت من رصد مكالمات لقائد حركة “حماس” يحيى السنوار من داخل الأنفاق، بمساعدة أجهزة تنصت أميركية، ولكنها لم تنجح في تحديد موقعه.

ونقلت الصحيفة عن الكثير من المسؤولين في كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة أن كلا البلدين ضخّا موارد هائلة في محاولة العثور على السنوار.

وفور هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، شكلت المخابرات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، خلية، مهمتها الوحيدة هي العثور على السنوار.

وأنشأت وكالة المخابرات المركزية فريق عمل أيضاً، فيما أرسل البنتاغون قوات عمليات خاصة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي لتقديم المشورة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بشأن الحرب الوشيكة في غزة.

وقدمت الولايات المتحدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي راداراً تخترق موجاته الأرض، للمساعدة في تعقب السنوار وغيره من قادة “حماس”.

واستخدم هذا الرادار للمساعدة في رسم خريطة لمئات الأميال من الأنفاق الموجودة تحت غزة، فضلاً عن صور جديدة ومعلومات استخباراتية إسرائيلية تم جمعها من مقاتلي “حماس” الأسرى ومجموعة كبيرة من الوثائق، لبناء صورة أكثر دقة لشبكة الأنفاق.

وفي 31 كانون الثاني/يناير 2024، قامت قوات إسرائيلية خاصة بمداهمة مجمع أنفاق محكم في جنوب غزة، بناء على معلومات تقول إن السنوار موجود فيه. واكتشفوا أنه كان موجوداً فيه، لكنه غادر النفق تحت مدينة خان يونس، قبل أيام من المداهمة، مخلّفاً، بحسب الصحيفة الأميركية، وثائق وأكواماً من الشواقل الإسرائيلية تبلغ قيمتها مليون دولار، ومنذ ذلك الوقت استمر البحث بدون وجود أدلة قاطعة عن مكان وجوده.

وتضيف الصحيفة أن السنوار، أصبح مثل الشبح، ولم يظهر أبداً للعلن، ومن النادر أن يرسل رسائل إلى أتباعه، ولم يعط أيّ إشارا ت عن المكان الذي يوجد فيه.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن السنوار تخلى منذ فترة طويلة عن الاتصالات الإلكترونية، وقد تجنب حتى الآن كمائن استخباراتية معقدة. ويعتقد أنه يظل على اتصال التي يقودها من خلال شبكة من السعاة البشريين، و”كيفية عمل هذا النظام لا تزال لغزاً”، وهو أسلوب اعتمدت عليه “حماس” في الماضي، وكذلك جماعات أخرى، مثلزيعم تنظيم “القاعدة” الراحل أسامة بن لادن. ومع ذلك، فإن وضع السنوار أكثر تعقيداً، ومحبطاً بشكل كبير للمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين.

وعلى خلاف أسامة بن لادن في سنواته الأخيرة، يدير السنوار عملية عسكرية. ويقول الدبلوماسيون المشاركون في مفاوضات وقف إطلاق النار إن قادة “حماس” في الدوحة يصرّون على معرفة رأيه بالقرارات المهمة والمتعلقة بالمفاوضات.

وأضافت الصحيفة أنه منذ بداية الحرب، تمكن السنوار من “الخروج أكثر من مرة من الأنفاق بسرية تامة، ومن دون الكشف عنه، ولم يرصد إلا بعد عودته للأنفاق”.

وفي الأسابع الأولى من حرب غزة، عندما كان السنوار لا يزال يستخدم الهواتف المحمولة والفضائية من وقت لآخر للتحدث مع مسؤولي “حماس” في الدوحة، تمكنت وكالات التجسس الأميركية والإسرائيلية من رصد بعض تلك المكالمات، لكنها لم تتمكن من تحديد موقعه.

وحسب الصحيفة، فإن مسؤولين إسرائيليين وقطريين ومصريين وأميركيين أشاروا إلى أن التواصل مع السنوار أصبح أكثر صعوبة. وبينما اعتاد الرد على الرسائل في غضون أيام، قال المسؤولون إن الحصول على رد منه أصبح يستغرق وقتاً أطول بكثير في الأشهر الأخيرة، وأنه استخدم أحيانا بعض نوابه كوكلاء له في المفاوضات.