أسابيع مقلقة: هل تستوعب “إسرائيل” الرد المتوقع؟

| غاصب المختار |

لم تنجح الإدارة الأميركية، حتى اليوم، في لجم ميول رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بينامين نتنياهو نحو استمرار التصعيد العسكري، لا في جبهة لبنان ولا في غزة، بل إنها ربما لا تريد، وتغضّ النظر عن كل تصرفاته العدوانية على أمل أن يحقق “إنجازاً كبيراً ما” يعطيه “براءة ذمة” أمام الرأي العام. لكن، حتى اليوم، بدا أن هذا “الانجاز”غير قابل للتحقيق على الرغم من المجازر اليومية في جنوب لبنان وغزة.

وأبدى مصدردبلوماسي متابع للتطورات، قلقه من مسار الأوضاع خلال الأشهر المقبلة الفاصلة، بإنتظار ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وتسلم الإدارة الجديدة، أياً كانت ديموقراطية أو جمهورية، مهامها في 20 كانون الثاني من العام المقبل، حيث ستبقى حالة التوتر قائمة في المنطقة نتيجة عدم قدرة الإدارة الأميركية الحالية على لجم اندفاعة نتنياهو ووزراء حكومته المتطرفة نحو التصعيد مع لبنان، وربما الذهاب نحو حرب و لو محدودة، لا سيما مع تعذّر التوصل إلى اتفاق حول الوضع في غزة.

ومن جملة ما يستند إليه المصدر “أن الصين طلبت، للمرة الاولى منذ بدء الحرب، من رعاياها مغادرة لبنان، مع أن عددهم ليس كبيراً، استشعاراً منها بالخطر الذي يلوح في الأفق مع الاحتمالات الكبيرة للتصعيد العسكري في المنطقة”. هذا عدا التحذيرات المتتالية من دول كثيرة، غربية ومشرقية، لرعاياها، ومنها روسيا، بعدم السفر إلى لبنان ومغادرة الموجودين فيه بأقصى سرعة.

وقال المصدرلموقع “الجريدة”: “بناء على ذلك، ثمة خشية كبيرة أن تشهد الأسابيع المقبلة تطورات خطرة، لا أحد يمكنه التكهن بمجرياتها ونتائجها وكم ستطول، لاسيما إذا حصل رد إيران وحزب الله على اغتيال الشهيدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وكيف سيكون الرد، وكم سيستمر، وما سيتلوه في حال قررت إسرائيل الرد. لكن المؤشرات توحي بأن إسرائيل يفترض أن تستوعب الرد ولا تذهب لرد أقوى، نتيجة الضغط الأميركي، حيث أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما زالت تخشى تطور المواجهات إلى حرب إقليمية تطالها كما تطال الكيان الإسرائيلي، وهي تعتقد أن حكومة نتنياهو تُدرك، كما كل العالم، أن ما قامت به في طهران والضاحية الجنوبية لبيروت من اغتيالات، لا يمكن أن يمر مرور الكرام.

لكن المصدر يرى، بالتوازي، أنه “وبما أن لا شيء لدى نتنياهو ليخسره بعد إخفافاته في غزة وجنوب لبنان، قد يضطر إلى ردة فعل ساخنة جداً، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي إلى حصول حرب واسعة، بخاصة إذا كان رد إيران وحزب الله مدروساً ودقيقاً، لكن مؤثراً وفعالاً، على اهداف عسكرية استراتيجية وليس مدنية”.

وما يزيد القلق من حالة الترقب، أن الجميع ينتظر المفاوضات حول غزة، والتي يبدو أن ثمة من يُطيلها عن قصد لتأخير رد ايران و”حزب الله” على “إسرائيل”، وينتظر أيضاً توقيت الرد وحجمه ونتائجه، ليتم الحكم على ما سيحصل “في اليوم التالي”، سواء بعد الرد أو إذا نجح الوسطاء في تحقيق تقدم في مفاوضات القاهرة.