انفجر الخلاف بين النائب بلال الحشيمي وحزب القوات اللبنانيّة، وبات الطّلاق واقعاً إثر التراشق العلني أخيراً، على خلفية الهجوم القواتي على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتصدّي الحشيمي للحملة.
غير أن ما طفا إلى السطح، هو رأس جبل جليد الخلافات المُستترة منذ فترة، والتي بدأت مع انزعاج الحشيمي من نقض “القوات” الاتفاق الذي عقده معها قبل الانتخابات النيابية، بدعمه مالياً وخدماتياً لتلبية احتياجات ناخبيه.
ومع بدء الحرب على غزّة والخطاب التحريضي والطّائفي الذي اعتمدته معراب، شعر الحشيمي بأنّ بقاءه في خندق “معراب” يعني انفصاله عن الشّارع السني، وهو ما لمسه عندما تقدّم، إثر “غمزةٍ قواتية”، بمشروع قانون لتقسيم محافظة البقاع إلى محافظتين، ما أثار “غضب” الشارع السني ضده، واضطره بعدها إلى الترويج لنفسه كشخصيّة مستقلّة متمايزة عن نوّاب سمير جعجع والإدلاء بمواقف توحي بالتناقض مع القوات.
أضف إلى ذلك أن الحشيمي تربكه حسابات الاستحقاق النيابي المُقبل مع استشعاره بأنّ تيّار المستقبل، الذي غرف من رصيده في الدّورة الماضية، يعد العدّة للمعركة المقبلة، مع بدء بعض الشخصيّات المحسوبة على “التيّار الأزرق” أو ممن تدور في فلكه تحركاتها الانتخابيّة باكراً، خصوصاً أنّ بعض هؤلاء يمتلك إمكانات ماديّة، تجعل خروج الحشيمي من السباق أمراً مؤكداً.