| مرسال الترس |
تكّر سبحة الاستقالات و”الطرد” من “التيار الوطني الحر”، حتى بات الأمر أشبه بانهيار “هرم ورق الشدّة” عندما عصفت به نسمة هواء مرّت بالصدفة في ليلة صيف شديدة الحرارة. فهل يصل الأمر برئيس “التيار” النائب جبران باسيل أن يقدّم استقالته لمؤسسه و”والد زوجته”، في حال تبين له أنه سبب في تداعي ذلك الصرح الذي شكّل في مرحلة من تاريخ لبنان “تسونامي جارف” اضطر الجميع لإدراجه في أولى هواجسهم، كلٌ من وجهة نظر معينة؟
صدرت تصريحات ومواقف توجّه أقذع العبارات إلى نائب البترون، الذي يعتبر البعض أنه “سطا” على تفكير الجنرال وجعله أداة طيعة أمام أي قرار ينوي اتخاذه تحت مسمى “رئيس هيئة الحكماء في التيار”، وجعله “الحمّالة” التي تُرمى عليها جميع الأثقال. حتى بات كثيرون من “الحسّاد والمتشفّين” يتساءلون: “ماذا سيحل بذاك التيار البرتقالي بعد غياب الجنرال ويرفقونها بعبارة: أطال الله بعمره؟”.
بعض الأوساط السياسية ترى أن ما أقدم عليه “جنرال الرابية”، حتى مع إبن شقيقته ألآن عون، تعود جذوره إلى شهر حزيران من العام الفائت، حين لم يلتزم بعض نواب التيار البرتقالي، ومنهم الذين استقالوا أو أقيلوا، بقرار الرئاسة في انتخاب المرشح الرئاسي الوزير السابق جهاد أزعور، نكاية برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي تحوّل طيفه إلى أرق دائم للجنرال، الذي لن ينسى أن فرنجية فاتحه يوماً ما بعبارة الـ “PLAN B”، أو لصهره الذي تربى في البترون على حضور تيار آل فرنجية الذين لهم حصة وازنة في القضاء كانت تؤمن وصول أحد نائبي المنطقة باستمرار لصالحهم!
وبانتظار أن يخرج الإثنان من هذا الواقع الملازم لهما بدون انقطاع، يبدو أن تيارهما على وشك أن يصبح على هامش الأحزاب والتيارات الفاعلة في لبنان، ولاسيما المسيحية منها، إذا ما صدقت نبوءة النائب السابق ماريو عون بأن الكتلة البرتقالية ستنحدر بعد أي انتخابات مقبلة، وربما بغض طرف من حليفه السابق “حزب الله”، إلى نحو ستة نواب، لويقول إن ذلك سيحصل “لأن الأسلوب المعتمد من قبل الجنرال المؤسس لم يترك سوى “الجلابيط والصيصان” حول صهره”، على حد تعبيره!
ولعل الدكتور ماريو عون يتذكر الأسماء البارزة التي سقطت من “التيار”، وهي على سبيل شحذ الذاكرة: أحد مؤسسي “التيار” نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة، أو نائب رئيس مجلس النواب الحالي الياس بو صعب، وسيمون أبي رميا في جبيل، وآلان عون في قضاء بعبدا، والنائب السابق زياد أسود في جزين. من منطلق أن باسيل لا يتحمّل تياراً فيه شخصيات سياسية تتمتع بوزن سياسي قد تنافسه على الوصول الى كرسي بعبدا!
فهل يتوجه “التيار العوني” فعلاً إلى الهاوية، فيما تقف معظم الأحزاب المسيحية، “الكتائب” و”القوات” و”الوطنيون الأحرار”، ينتظرون مصفقين على حافة النهر، لأن الكثير من عناصره ستعود الى “قواعدها” سالمة؟