مقدمات نشرات الأخبار المسائية 14-8-2024
في مثل هذا اليوم من العام ألفين وستة إنتصر لبنان.
يومها كانت توصية الرئيس نبيه بري للجنوبيين:عودوا إلى دياركم وأرضكم ….وإن لم تجدوا المنازل افترشوا التراب…وهكذا كان.
واليوم …بعد ثمانية عشر عاما…يتكرر مشهد المقاومة الدبلوماسية بالتوازي مع المقاومة الميدانية.
تتغير أسماء المفاوضين الأميركيين ويبقى الثابت عين تقاوم مخرز العدوان والضغوط.
وفي عين التينة كان الرئيس بري يؤكد خلال استقباله الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين على مدى أكثر من ساعة ان سياسة الإغتيالات الإسرائيلية العابرة للحدود وارتكاب المجازر اليومية في غزة ولبنان تدلل على تصميم إسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وافشالها اي مسعى لوقف الحرب مشددا على ان لبنان متمسك بالتمديد لليونيفل وفقا للقرار الاممي 1701.
من جانبه لفت هوكستين الى أنه في لبنان بناء لطلب الرئيس الأميركي جو بايدن قبل إنطلاق المفاوضات للوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة معتبرا ان ذلك سينعكس إيجابا على لبنان لاسيما أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفاية وواشنطن تؤمن بأن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا الوصول اليه على حد تعبيره.
وفي السراي استبق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وصول هوكستين ليشدد امام مجلس الوزراء ميقاتي ان الوضع امام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الاسرائيلي كاشفا ان الجولات الخارجية تكثفت نظرا لخطورة الوضع اللبناني والاقليمي وخطورته على امن المنطقة.
ووفق المعلومات التي توفرت لل NBN فإن هوكستين اكد خلال لقاءاته ان واشنطن تضغط بقوة على تل أبيب لإنجاح المسعى التفاوضي وفق ورقة بايدن ولفت الى أهمية خفض وتيرة التصعيد خلال الساعات المقبلة في هذا الإطار.
والى الدوحة تتجه الأنظار حيث ينتظر أن تعقد جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى غدا الخميس وسط شروط يضعها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وتتجدد مع كل مفاوضات.
وفيما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية اجتماع الغد بأنه لقاء الفرصة الأخيرة تم الاعلان عن ان ممثلي حركة حماس سيمتنعون عن المشاركة في المفاوضات على ان يلتقوا الوسطاء بعد الحصول على تحديث.
الايجابية.. إنها الكلمة التي تختصر الوضع في لبنان اليوم. فزيارة آموس هوكستين لبنان حجبت الأضواء والأنظار عن الرد المحتمل لحزب الله على اسرائيل، بحيث اضحى الكلام الديبلوماسي اقوى بكثير من الكلام العسكري – الميداني. صحيح ان اسرائيل استهدفت سيارة قرب مفترق بلدة العباسية على مدخل مدينة صور، لكن الأجواء المسربة من لقاءات موفد الرئيس الاميركي أشاعت منسوبا عاليا من الارتياح.
اذ تولد اقتناع لدى المسؤولين اللبنانيين ان لبنان ليس متروكا لقدره، وان الجهود الاقليمية والدولية تنشط بقوة لتنفيذ القرار 1559، وان المدخل الطبيعي لذلك قد يكون من خلال تنفيذ وقف لاطلاق النار في غزة. وهو ما تضغط اميركا على اسرائيل لتحقيقه، وما تضغط قطر ومصر على حماس من اجله ليتحول واقعا.
ووفق المعلومات فان هوكستين طلب من المسؤولين اللبنانيين الضغط على حزب الله لتهدئة الوضع الميداني في الساعات الثماني والاربعين المقبلة تسهيلا لانجاح المفاوضات المتعلقة غزة.
ومن الامور الايجابية التي برزت اليوم اعتزام وزير خارجية فرنسا القيام بزيارة لبيروت غدا، وهو قرار جاء بعد اعلان شركتي اير فرانس وترانسفايا الفرنسيتين استئناف رحلاتهما الى بيروت الخميس، وذلك بعد تعليقها منذ التاسع والعشرين من تموز. الا يعني القرار الفرنسي ان الخطر على المطار وبيروت لم يعد قويا؟.
وأيدكم بنصره.. وآواكم الى عزه، من الطلقة الاولى الى الزمن الذي ولت فيه الهزائم وغلت فيه الانتصارات ..
وان عظمت التضحيات، وارتفع الدم المسفوك على طريق القدس سيلا الى الله، فان النصر لا بد آت بشهادة اهل الارض ووعد اهل السماء ..
ثمانية عشر عاما على الرابع عشر من آب عام الفين وستة، يوم انهت المقاومة في لبنان الحرب الثانية كما رقمها الصهاينة، وثبت آب وعد تموز الصادق، ورسم المعادلات بوجه عدو غاشم عبر مقاومة صمدت ونازلت حتى انتصرت بدمها على سيف الاعداء ..
ومع تضحيات اليوم – من غزة الى الضفة فلبنان واليمن، وكل جبهات الاسناد، تتجلى البشائر والدلالات بان وعد الله بنصره آت، بذلك تنبئ أمات الكتب وكذلك تجارب الميدان ..
تجربة يخوضها المقاومون برضى واطمئنان وقناعة بأن عطاء الدم سينبت جميل الايام، اما التجربة التي يتجرعها الصهاينة كل يوم فممزوجة بحقائق تاريخية ومناسبة تزيد العقدة الوجودية لدى هؤلاء من خراب ثالث يستشرفه العارفون لديهم كيفما تلفتوا على جبهاتهم من كل الجهات ومن الداخل الذي تعصف به اعتى الانقسامات..
اما عاصفة التهديدات التي يطلقها الاميركي بكل اتجاه لحماية ربيبه الصهيوني والتستر على اجرامه وخذلانه لمواعيد المفاوضات وصيغ الحل لوقف اطلاق النار، فقد أكلها الوقت مع الوصول الى الخميس الموعود الذي بنى له الاميركي الكثير من الآمال الصاخبة، التي تحكي عن ايجابية بالمفاوضات التي مهد لها بنيامين نتنياهو بمجزرة تتجدد كل يوم على مساحة غزة.
وفيما الصهيوني يتقلب على جنبات الخوف والوجع من واقع الانتظار لرد ايراني ويمني ولبناني على جرائمه المتمادية، حضر الى بيروت على اجنحة العجل عاموس هوكشتاين موفدا رئاسيا اميركيا حاملا معسول الكلام المعبئ كعادته بوعود واهية وتهديدات بالية، زاعما الا احد يريد حربا شاملة، وان وقف اطلاق النار في غزة سينعكس على لبنان..
وقد سمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري واضح الكلام بأن الصهيوني الذي يقوم بالاغتيالات خارج الحدود، ويواصل ارتكاب المجازر في غزة ولبنان مصمم على التصعيد العسكري وعلى افشال أي مسعى لوقف الحرب…
في السياسة المحلية، لا حدث مهما يذكر اليوم.
فحتى اخبار الجلسة الحكومية غير الدستورية لم ترق الى مستوى الحدث، ولو انها سارعت الى ازالة لغم التعيينات من طريقها، بعد البيان التحذيري الذي صدر امس عن الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر من مغبة الامعان في تجاوز الميثاق.
غير ان الحدث، كل الحدث، يختصره موعد واحد فقط لا غير: الخامس عشر من آب الذي يصادف غدا. فهل يشكل حدا فاصلا بين مرحلتين، ام يمدد لمرحلة تجاوز عمرها التسعة اشهر منذ طوفان الاقصى والحروب؟
الجواب لن يتأخر، علما ان آموس هوكستين الذي حط اليوم في لبنان آتيا من اسرائيل، لم يحسم لا بالسلب ولا بالايجاب، بل اعلن من عين التينة أنه في لبنان بناء لطلب الرئيس جو بايدن قبل إنطلاق المفاوضات للوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة، معتبرا ان وقف النار اذا حصل، سينعكس إيجابا على لبنان، ومشيرا الى أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفاية وان الاوان قد آن لأن تتوقف دوامة الحرب.
الغيوم الداكنة تتجمع في سماء المنطقة، وسباق في لبنان بين مواقف التهدئة وأجواء التصعيد.
آموس هوكستين يعلن بعد لقائه الرئيس بري: “ما زلنا نعتقد أنه يمكن التوصل لحل دبلوماسي، لأننا لا نزال نظن أنه لا يوجد أحد يريد حقا حربا شاملة بين لبنان وإسرائيل. لقد اتفقنا أنا والرئيس بري على أنه لم يعد هناك وقت نضيعه ولا توجد أعذار مقبولة من أي طرف لزيادة التأخير.”
لكن الكلام شيء والترجمة على الأرض شيء آخر، فهوكستيين لم يحمل من إسرائيل أي ضمانة بعدم توسع الحرب كما لم يحمل من حزب الله، عبر الرئيس بري، أي ضمانة تتعلق برد حزب الله.
وفي سياق العمل على تفادي المزيد من التصعيد وفي معلومات للLBCI، يزور وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبنان غدا، حيث سيجري محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومسؤولين آخرين.
إلى الخارج والأجواء غير المطمئنة، “حماس” حسمت موقفها بعدم المشاركة في إجتماع الدوحة غدا، لأنها تطالب بالتزام واضح من قبل إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في الثاني من تموز الفائت.
مؤشر آخر على التعقيدات، وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أرجأ زيارته التاسعة للمنطقة، وقرأ البعض هذا الإرجاء بأنه يصب في رجحان كفة التصعيد.
داخليا، إنفجرت العلاقة بين النائب ابراهيم كنعان والتيار الوطني الحر ، فبعد المؤتمر الصحافي للنائب كنعان والذي أطلق فيه مبادرة جمع الشمل، عاجله التيار ببيان عنيف إعتبر فيه ان ما قام به حركة استعراضية في الاعلام، واتهمه بأنه محرك لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول، وأنه ابتدع انظمة ومفاهيم حزبية جديدة، وأعلن بيان التيار أن كنعان أصبح خارج الهيئة السياسية والمجلس السياسي.
الكرة في ملعب كنعان فكيف سيرد ، فهل يستقيل ام ينتظر اقالته؟
أم يبقى في التيار ولكن خارج الهيئة السياسية والمجلس السياسي؟…