المسلم به أنّ رئاسة الجمهوريّة تشكل المدخل لإعادة الانتظام الى الدولة ومؤسساتها، والباب لإعادة تجميع عناصر التحصين الداخلي، ولكن يبدو أن اولويتها سقطت بـ”مرور الزمن”، بحيث أصبح الملف الرئاسي ملفا هامشيّا بل صار ملفاً منسيّاً، وبات الحديث عنه في الاجواء الحالية مجرّد كلام فارغ بلا أيّ معنى، وخصوصا أن الوقائع الحربية المتواصلة منذ عشرة أشهر، إضافة الى يخبئه “بنك المخاطر” من نكبات وويلات على المنطقة كما على لبنان، لم تغيّر ما هو طافح في نفوس المعطلين، من شهوات وطموحات هدامة.
والأوساط السياسية على اختلافها مسلمة أن رئاسة الجمهورية رحّلت الى ما بعد انتهاء الحرب، ولكن أفق هذه الحرب مفتوح ربما الى مديات بعيدة ليس معلوما علامَ سيرسو عليه حال المنطقة، واي خرائط جديدة سترسم، وأي تحولات او تغييرات طفيفة كانت أو جذرية ستطرأ عليها.
زلا يخفي رئيس مجلس النواب نبيه بري قلقه من التفسّخ الداخلي، ويقول انه حدد طريق الانفراج الرئاسي عبر المبادرة التي اطلقها، والوقت يمرّ وظروف البلد تصبح أقسى، والحاجة باتت أكثر من ملحة وواجبة لكي نوفر لبلدنا فرصة انقاذ وتحصين بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.