| ناديا الحلاق |
“ماما جدار صوت”، “ماما إجت إسرائيل”، “ما بدي اضهر هلق بقوصونا” وغيرها الكثير من العبارات التي بات يرددها الأطفال في لبنان، خصوصاً بعد الاستهداف الغاشم الذي شنه العدو الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية قبل أسبوعين.
هذا ما يعيشه أطفال المناطق اللبنانية مؤخراً، أما بالنسبة لأطفال الجنوب والمناطق الحدودية فهم يعانون من صراعات الحرب وويلاتها منذ حوالى 9 أشهر والتي تركت أثراً كبيراً في الأطفال.
فكيف يمكن التعامل مع الأطفال في مرحلة الحرب؟
على الرغم من أن وعي الطفل بالحرب يختلف باختلاف سنّه، إلا أن الأخصائية النفسية للأطفال رهام منذر أكدت لموقع “الجريدة” أنه “لا بد من التعامل مع الأطفال الذين يعيشون فترة الحرب بطريقة تحاكي مشاعرهم وتطمئنهم، مع التأكيد لهم بأن حمايتهم النفسية والجسدية من مسؤولية الأهل، وفي حال حدوث أي مستجدات أو خطر فهم سيتخذون الاجراءات الازمة في سبيل حمايتهم”.
وشددت على “ضرورة أن يحاول الأهل طمأنة أطفالهم والتأكيد لهم بأن العدو الإسرائيلي لن يقترب منهم، وأن الأهل دائماً موجودون من أجل حمايتهم وذلك بهدف إفراغ الخوف من قلوبهم”.
كما أكدت منذر ضرورة أن “يسأل الأهل أطفالهم عن معرفتهم بالأوضاع وماذا يسمعون من محيطهم، لمعرفة مدى دقة معلوماتهم إما لتصحيحها أو للتأكيد عليها”.
وفي طبيعة الحال، يتشرّب الطفل الكثير من المعلومات، التي يسمعها خلال مشاهدة الأهل نشرات الأخبار، أو من خلال تصفحه مواقع التواصل الإجتماعي، لذلك شددت منذر على ضرورة “تجنب سماع الأخبار والحديث عن الحرب والدمار والموت أمام الأطفال، فإن أدمغتهم غير قادرة على إستيعاب هذا النوع من العنف وبالتالي كلّما علم الأطفال عن التخوّف من الحرب كلّما زاد القلق لديهم وبالتالي لن يتمكنوا من متابعة حياتهم بشكل طبيعي والإستمتاع بها”.
أما في حال خرق الطائرات الاسرائيلية لجدار الصوت أو للغارات، لفتت منذر إلى ضرورة “تشتيت انتباههم في حال كان الأطفال في سن صغير وعدم إظهار مشاعر الخوف أمامهم، أما بالنسبة للأطفال فوق عمر الـ ٥ سنوات فعلينا أن نشرح لهم عن سبب هذا الصوت وكيف يحدث”.
وفي حال سأل الأطفال عن إقفال المطار، خصوصاً إذا كانو قد اعتادوا السفر مع أهلهم، أو كان الأهل قد أبلغوهم أن الوسيلة للنجاة من الحرب هي السفر، شرحت منذر أن على الأهل التأكيد لأطفالهم أنه حتى وفي حال أقفل المطار فهناك طرق عدة للخروج من لبنان، وإن بقينا فهناك طرق عدة أيضاً كي نحمي أنفسنا من العدو الاسرائيلي”.
وشددت منذر على أنه “لا نستطيع أن نشغل بال أطفالنا بأي موضوع يتعلق بأمانهم الجسدي وعلى الأهل أن يأكدوا دائماً لأطفالهم بأنه في حال استشعروا أي خطر فواجباتهن تأمين الحماية كاملة لهم”.