الأحد, ديسمبر 21, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider"حساسية مفرطة" و"تخوين".. هل نجح "المحافظون" بإبعاد "صانع الملوك" عن المشهد الايراني؟

“حساسية مفرطة” و”تخوين”.. هل نجح “المحافظون” بإبعاد “صانع الملوك” عن المشهد الايراني؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| زينة أرزوني |

ليست المرة الاولى التي يستقيل فيها محمد جواد ظريف من منصبه، فكان قد استقال من وزارة الخارجية عام 2019، بعدما اعتبر أنه لم يعد له أي قيمة كوزير للخارجية، عقب انتشار صور تجمع الرئيس الايراني السابق حسن روحاني مع الرئيس السوري بشار الأسد، وغياب ظريف عن كل الاجتماعات، حتى أنه لم يتبلغ بهذه الزيارة، وهو ما اعتبره إهانة له ولمنصب وزير الخارجية.

“مهندس الاتفاق النووي”، قد يكون المسؤول الوحيد الذي لا يخفي مشاعره ومواقفه عن الرأي العام الإيراني، فمع أي موقف يخرج إلى الجمهور عبر منصة “X” ليخبرهم بما يحصل، وهو ما فعله لحظة إعلانه الإستقالة من منصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، والذي تم استحداثه له، فهذا المنصب لم يكن موجوداً سابقاً، كما أوكلت إليه مسؤولية مركز البحوث الاستراتيجية الرئاسية.

وفور إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة، خرج ظريف ببيان مطول على منصة “X” تحدث فيه بصراحة عن سبب استقالته، منتقداً التشكيلة الحكومية التي اقترحها الرئيس مسعود بزشكيان، وهو ما شكل صدمة ومفاجئة كبيرة للداخل الإيراني والخارج، وبدأ الحديث عن خلافات حزبية داخل طهران، وعاد الحديث عن الصراع بين المحافظين والإصلاحيين، وهو ما حاول ظريف أكثر من مرة إبعاده عن عمل وزارة الخارجية، لأنه كان يعتبر هذه التدخلات كـ”السم القاتل”، وهو ما حاول إبعاده حاليا عن التشكيلة الحكومية، وبعد فشله في ذلك قرر الانسحاب من “دهاليز السياسة الداخلية” والعودة إلى العمل في الجامعة.

ظريف، الذي عينه بزشكيان، بعد فوزه بالرئاسة، رئيساً لمجلس قيادة المرحلة الانتقالية، ووضع على عاتقه مهمة اختيار الأسماء المقترحة للمجلس الوزاري الجديد، لم يكن وحده المعترض على النتيجة التي خرجت بها التشكيلة الوزراية بعد أربعة أسابيع من العمل ليلاً ونهاراً، لدراسة أكثر من ألف مرشح، فالتيارات الاصلاحية خرجت عن صمتها بسبب المحاصصة والتدخلات “من قبل هذا وذاك”، على حد تعبير النائبة الإصلاحية السابقة بروانة سلحشوري، فيما انتقدت آذر منصوري، رئيسة “جبهة الإصلاحات” استبعاد الكفاءات عن الحكومة وإحباط الناس من اختيارهم، فيما اعتبرت أصوات إصلاحية أخرى أن بزشكيان رسب في أول اختبار له كرئيس.

حتى أن البعض لام الرئيس على منحه 8 وزارات للمحافظين من أصل 19، خصوصاً أنهم وقفوا ضده خلال الانتخابات الرئاسية ولم يمنحه فرداً منهم صوتاً واحداً له، متسائلين أين الوفاق الوطني في هذه الحكومة؟

صاحب الابتسامة الدائمة، والذي وصفه البعض بأنه “صانع الملوك” في دوائر السياسة الإيرانية، أصيب بخيبة أمل كبيرة وخجل لعدم تمثيل النساء والشباب والأقليات بالحكومة، بحسب كلامه المعلن. لكن هناك من اعتبر أن خيبته كانت أكبر بالرئيس الذي دعمه ورمى بكل ثقله السياسي ليفوز بالرئاسة، والتي اعتبرها البعض حينها لحظة محورية، ومناورة استراتيجية يمكن أن تؤثر على مراكز صنع القرار داخل إيران، وفي تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية المستقبلية.

من يراقب مفردات ظريف في بيانه، يقرأ بين السطور خلافه العميق مع المحافظين في طهران، والتي زادت بعد الاتفاق النووي التي خرجت منه الولايات المتحدة، والانتقادات التي طالته من المعسكر المحافظ بسبب عدم عودة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتفاق النووي، وهو ما دفعه للقول “لا تجعلوني أكشف عما جرى في تلك الشهور الستة المريرة التي كان بإمكاننا إحياء الاتفاق النووي فيها”.

ولم يخفِ ظريف وجود حملة تخوين ضده بسبب امتلاك أولاده الجنسية الأميركية، وهذا ليس بجديد، فمنذ توليه ملف المفاوضات النووية، اتهمه المحافظون بالموالاة لأميركا لانه كان يعيش هناك، حتى أنهم اعتبروه عنصراً من عناصر”عصابة نيويورك” التي ضمت “دبلوماسيين ليبراليين وموالين لأميركا”. في المقابل أطلق عليه لقب “سفير السلام” بعد الاتفاق الذي أبرمه بين بلاده و”مجموعة الست” حول برنامجها النووي.

من الواضح أن ظريف، الذي نجح في التحكم بتقنيات التفاوض مع أطراف متعددة، سئم محاولة تبرير نفسه بالداخل، بعدما أظهر “طوال 12 عاماً، صبراً ومقاومة أمام هجمات غير مسبوقة أكثر من كثير من المدعين، لكنني حساس جداً تجاه اهتمامات ومخاوف الناس”، الأمر الذي وصفه البعض بـ”الحساسية المفرطة”.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img