“حزب الله” يدير خطة العمل في القرى الحدودية وينفّذ عشرات المشاريع

جريدة الأخبار

| داني الأمين |

كما غيرها من المناطق اللبنانية، كانت المناطق الحدودية قبل الحرب الأخيرة تعاني من أزمتَي الكهرباء والمياه، وتتّكئ على مولّدات الطاقة لتغطية ساعات انقطاع كهرباء الدولة وتشغيل محطات ضخ المياه والآبار. الدولة الغائبة عن المناطق الحدودية قبل الحرب لم تحضر بطبيعة الحال بعدها. لكنّ المفارقة أن وضع المياه والكهرباء قد يكون «في أفضل حالاته اليوم» رغم الاعتداءات الصهيونية، إذ إن عشرات المشاريع لحفر آبار ارتوازية وتركيب ألواح شمسية لمحطات ضخ المياه وصيانة الأعطال الكهربائية، تُنفّذ تحت القصف، بالتعاون بين البلديات وبعض المؤسسات الرسمية، ويخصّص لها حزب الله موازنة كبيرة لتأمين المياه والكهرباء بشكل مستمر، وتشمل كلفة العمال ودعم دخل الموظفين وتسهيل مهامهم وبدلات انتقالهم، إضافة إلى تأمين الآلات والمعدات الضرورية.

وإذا استثنينا قرى الحافّة الأمامية التي فرغت من غالبية سكانها، لم تنقطع المياه طويلاً عن بقية القرى والبلدات الأخرى، حيث تواظب فرق العمل البلدي في حزب الله بالتعاون مع البلديات ومصلحة مياه لبنان الجنوبي على تأمين وصول المياه إلى القرى التي تستضيف آلاف الأسر النازحة من قرى الحافة.

بلدة شقرا، التي تبعد بضعة كيلومترات عن فلسطين، ويقيم أكثر من 2000 عائلة من أبنائها ومن العائلات النازحة والسورية، تعتمد كلّياً على مياه بئر ارتوازية قدّمها أحد أبناء البلدة، وهي، بحسب رئيس البلدية إسماعيل الزين، «لا تغطي ثلث حاجة المقيمين إلى المياه. لذلك لجأت البلدية إلى خطّة بديلة، في إطار إدارة الأزمة المستجدّة والتركيز على تأمين المياه والكهرباء والتخلّص من النفايات».

وأوضح أن «البلدة بحاجة إلى أكثر من 1800 متر مكعّب يومياً من المياه، فيما البئر الارتوازية في وادي السلوقي تؤمّن عملياً 500 متر مكعّب فقط، لذلك لجأنا إلى إعادة التوزيع لضمان وصول حصص متساوية إلى الجميع، واضطررنا من أجل ذلك إلى تأمين قساطل ومعدات جديدة، وحصلنا على مساعدة من مؤسسة مياه لبنان الجنوبي». وأضاف أن «الإنفاق على المياه والكهرباء اعتمد على تفعيل الجباية ومساعدة الخيّرين من أبناء البلدة، أما الدعم الأهم فجاء من العمل البلدي في حزب الله الذي يقدّم لنا المازوت والتمويل لتشغيل مولّد كهرباء تملكه البلدية من أجل زيادة أوقات ضخّ المياه من البئر في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء».

مسؤول العمل البلدي في حزب الله علي الزين أوضح أن الحزب، منذ بداية الحرب، «عمد إلى تأمين كل ما يلزم لتشغيل المولّدات من صيانة ومازوت وزيوت. وفي تموز الماضي فقط، أمّن حزب الله 510 آلاف ليتر من المازوت لتشغيل مولّدات الاشتراك في المنطقة الحدودية، و920 ألف ليتر لتشغيل محطات الضخ ومولّدات الكهرباء»، لافتاً إلى أن «كل قرى وبلدات الحافة الأمامية لا تزال مضاءة، رغم القصف المتكرّر، باستثناء عدد قليل من الأحياء الملاصقة للحدود في بليدا وعيتا الشعب ومارون الرّاس». وأشار إلى تنفيذ «أكثر من 547 عملية صيانة لأعطال الكهرباء خلال الحرب في قضاءَي بنت جبيل ومرجعيون، وقدّمنا الخدمات والمعدات الضرورية للموظفين الذين جازفوا بحياتهم»، فيما تعمل فرق العمل البلدي على تجهيز محطة كهرباء متنقّلة لتأمين الطاقة في أوقات انقطاعها إلى حين الانتهاء من إصلاح الأعطال».

أما بالنسبة إلى المياه، فـ«نعمل على تأمين كل ما تحتاج إليه مولّدات الكهرباء من المازوت لضخّ المياه من النهر أو من الآبار الارتوازية، وجهّزنا عدداً من المولّدات بألواح الطاقة الشمسية لتأمين استمرار تشغيلها، ووصل عدد مشاريع تأمين الطاقة الشمسية المُنجزة خلال الحرب إلى 22، من بينها 8 مشاريع لتوفير الطاقة للآبار الارتوازية، حتى باتت كل محطات ضخّ المياه الصغيرة في القرى الجنوبية تعمل بشكل دائم. كما أنجزنا حفر 23 بئراً ارتوازية جديدة، ونتعاون في صيانة محطات المياه مع مصلحة مياه الليطاني ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي».

مسؤول منطقة بنت جبيل في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي علي ركين لفت إلى أن «الحرب زادت من نشاط وحماسة الموظفين في القرى والبلدات الأمامية والمتاخمة لها. وبفعل أعمال الصيانة المستمرة، وبدعم من مؤسسة مياه لبنان الجنوبي والعمل البلدي في حزب الله، لم تنقطع المياه، ولو بشكل جزئي، عن كل القرى والبلدات الحدودية، بما فيها بعض القرى التي خلت من سكانها».

و«بعد تعطل مضخّات الليطاني التي تؤمّن المياه لمشروع الطيبة، بدّلنا خريطة توزيع المياه في المنطقة الحدودية واستطعنا نقل المياه من الوزاني إلى الطيبة ومركبا، ومنها إلى عدد من البلدات الأخرى، كما أعدنا جرّ المياه وضخّها من منطقة صديقين إلى كفرا ومنها إلى بنت جبيل وقراها، حتى باتت محطة ضخّ المياه في كفرا قادرة على ضخّ أكثر من 4000 متر مكعّب من المياه يومياً».

بدعم من العمل البلدي في حزب الله، أجرت شركة مراد صيانة 815 عطلاً كهربائياً خلال الحرب، من بينها 313 عطلاً في بنت جبيل، و122 في حاصبيا، و234 في مرجعيون، و76 في صور، و65 في جويا، إضافة إلى إعادة ربط وصيانة خط الـ 66 بين الطيبة والسلطانية، وصيانة محطتَي كهرباء الطيبة ومرجعيون بعد تعرّضهما للقصف. كما تمّت صيانة 249 عطلاً في شبكات المياه بالتعاون بين مؤسسة مياه لبنان الجنوبي والعمل البلدي، من بينها 85 في بنت جبيل، و93 في صور، و46 في وادي جيلو، و25 في مرجعيون وحاصبيا، إضافة إلى أعمال الصيانة والتنظيف وتمديد الشبكات في محطات مياه الوزاني، الطيبة، يانوح، معروب، وادي جيلو، الشهابية، وادي السلوقي، باتوليه، صديقين ورأس العين.