خاص “الجريدة” | كواليس “تسوية” أميركية لتفادي ردّ إيران و”حزب الله”

| خلود شحادة |

كشفت معلومات خاصة بموقع “الجريدة” أن الولايات المتحدة الأميركية تبذل جهوداً مكثّفة لتفادي رد كل من إيران و”حزب الله” على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الشهيد إسماعيل هنية، والقيادي العسكري في “حزب الله” الشهيد فؤاد شكر.

وأكدت مصادر دبلوماسية رفيعة لموقع “الجريدة” أن واشنطن استنفرت جميع القنوات الدبلوماسية، بهدف احتواء عمليتي الاغتيال وإقناع كل من إيران و”حزب الله” بعدم شن هجوم انتقامي على كيان الاحتلال الإسرائيلي يؤدي إلى اندلاع حرب في المنطقة، وستكون لها تأثيرات مباشرة على الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل.

ورأت المصادر أن اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، جاء بناء لطلب الإدارة الأميركية، حيث تمنى ماكرون على الرئيس الإيراني إعطاء مزيد من الوقت للجهد الدبلوماسي المبذول لوقف إطلاق النار في غزة، بما يؤدي إلى تحقيق المطلب الإيراني و”حزب الله” بإنهاء حرب غزة مقابل إلغاء رد إيران و”حزب الله” على اغتيال هنية وشكر.

وكشفت المصادر الدبلوماسية الرفيعة لموقع “الجريدة” أن اجتماعات مكثّفة تحصل في سلطنة عُمان، ويشارك فيها مسؤولون أميركيون، وتتركز على إنجاز اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة استدراكاً لعملية الردّ من محور المقاومة.

وأوضحت المصادر أن الاجتماعات في مسقط انطلقت يوم الاثنين، بمواكبة عربية وأوروبية، وبموازاة اتصالات مكثّفة على هامش الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لـ”منظمة التعاون الإسلامي” في جدة، يومي الثلاثاء والأربعاء، لتسويق مشروع اتفاق حول تسوية شاملة للحرب في قطاع غزة، يحقق القسم الأكبر من مطالب الفلسطينيين بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من “معظم” قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى “الإسرائيليين” لدى فصائل المقاومة في غزة مقابل إطلاق “قسم كبير” من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، من بينهم عدد من “القيادات”، وتسريع وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتحضير لوضع خطة عملية إعادة إعمار غزة.

وبحسب المصادر، فإن التأخير المتعمد من قبل “حزب الله” وإيران، ليس مرتبطاً بهذه المفاوضات، بل إنه مرتبط ببحث كيفية الرد، بتأني وحزم، كما أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير. وتكون كل من إيران و”حزب الله”، قد ضربا عصفورين بحجر واحد، عبر اللعب على وتر الحرب النفسية ضد العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى مهلة غير متفق عليها للوسيط الأميركي يعمل من خلالها على إجبار العدو الإسرائيلي وقف عدوانه على غزة، ويكون بذلك قد صدق نصر الله بأن وقف إطلاق النار من جنوب لبنان، مرتبط بوقف العدوان على غزة.