أثار كلام موثّق بالفيديو للنائبة عن “القوات اللبنانية” غادة أيوب عاصفة كبيرة، لجهة اعتبارها أن المواجهة “معهم” مستمرة منذ 1400 سنة، في إشارة إلى المسلمين.
وفي حين لم يعرف مكان وزمان كلام النائبة أيوب، فإنه شكّل صدمة كبيرة في مختلف الأوساط، وأحرج حزب “القوات اللبنانية” مع حلفائها في الوسط الإسلامي، وكذلك أمام داعميها الخارجيين، لأن كلام النائبة أيوب يندرج في إطار التحريض الطائفي والفتنة بين اللبنانيين، وبالتالي يؤدي إلى شرخ كبير بين مكونات المجتمع اللبناني.
وفي انتظار صدور مواقف سياسية تعقيباً على كلام النائبة أيوب، فإن حملة عنيفة شنّها ناشطون على وسائل التواصل ضدها وضد “القوات اللبنانية”.
وقد أصدر رئيس “المركز اللبناني لحقوق الإنسان والقانون المقارن” الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي، بياناً يردّ فيه على كلام النائبة أيوب، أكد على النقاط التالية:
أولاً ـ إن الخطابات العنصرية والانعزالية المقيتة لا تبني وطنًا ولا تحافظ على ما تبقى منه، ولا تمثل شرائح واسعة من شركائنا في الوطن من المسيحيين المنصفين.
ثانياً ـ إن ازدواجية الخطاب التي تتودد للمسلمين وتتحالف مع بعضهم قبيل الاستحقاقات الانتخابية على اختلاف أنواعها ومستوياتها تارة، وتخاصم دينهم وحضارتهم وتاريخهم بذريعة انتقاد واقع سياسي وعسكري في البلد تارة أخرى، هو أمر مدان ومؤسف، ويندرج في إطار التحريض الطائفي وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية المجرَّم قانوناً، وينقض ما تبقى من خيوط الميثاقية المتباكى عليها.
ثالثاً ـ من الغريب حقاً مخاصمة المكوّن الإسلامي في لبنان عبر اختصام تاريخه والإصرار على مواجهته، في زمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الاسرائيلي الغاصب على غزة ولبنان وعدد من البلدان المجاورة، ويبدو أن النائبة “عن الأمة اللبنانية وفق منطوق الدستور” أضاعت البوصلة، وتعامت عن تاريخ المواجهة والمذابح بين اليهود والمسيحيين عبر عدة قرون، من أنطاكيا إلى بيت المقدس، حتى جاء الفتح الإسلامي الذي أرسى السلام والعدل بين كل المكونات الدينية المختلفة في نطاق دولة عمريّة عادلة استمدت عدل سيد الأنبياء وإمام المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أسس أوّل تعددية دينية ضمن الدولة الواحدة في التاريخ كلّه.
رابعاً ـ ندعو النائبة غادة أيوب وتكتل “الجمهورية القوية” و”القوات اللبنانية” إلى الإعتذار للرأي العام اللبناني عامة، والرأي العام الإسلامي خاصة عن هذه التصريحات الفتنوية، والفصل بين المواقف السياسية الظرفية من جهة واستحضار النعرات الطائفية وتشويه التاريخ من جهة أخرى، فالرجوع عن الخطأ فضيلة، فكيف بالرجوع عن الخطيئة!
خامساً ـ ندعو النائبة غادة أيوب إلى محو أميتها التاريخية وقراءة المراجع الموضوعية، والتذكر أن السيد المسيح عليه السلام وصف بني إسرائيل “بأبناء الأفاعي” ، فلا تتركي أبناء الأفاعي وتنشغلي بتشويه أعدائهم .. إقرئي الإنجيل جيداً.