حسمت مخابرات الجيش اللبناني الغموض الذي اكتنف دور محمد ناصر الدين، بعدما تحول في عيون الرأي العام إلى “البطل” الذي استطاع استدراج الشريك في الجريمة النكراء (حسن الغناش) في بلدة أنصار، والتي هزت لبنان وذهب ضحيتها الأم باسمة عباس وبناتها الثلاث. وكشفت مخابرات الجيش حقيقة ناصر الدين، بعدما تبين صلته بالسوري الغناش، شريك مرتكب الجريمة حسين فياض.
وبعد إلقاء القبض على الغناش مساء أمس، داهمت دورية من مخابرات الجيش منزل ناصر الدين اليوم في حي دالك، في بلدة القصر الحدودية، شمال قضاء الهرمل، وهو المطلوب بمذكرات توقيف منها تهريب أشخاص عبر الحدود.
وبحسب المعلومات، فإن الغناش اعترف خلال التحقيق معه عن دور ناصر الدين في محاولة تهريبه الى سوريا. وما يُثير التساؤل: لماذا لم يتمكن الغناش من الهرب إلى سوريا بعد عشرين يوماً على ارتكاب الجريمة؟! هذا قد يشكل دليلاً إضافياً على أن الغناش كان محتجزاً في مكان ما ولا يستطيع الهرب، ليتبين لاحقاً أنه كان يقطن في منزل ناصر الدين طيلة هذه المدة.
عشيرة “ناصر الدين” سارعت اليوم إلى التبرؤ من ناصر الدين. ونفت، في بيان، المزاعم التي تُنسب الى ناصر الدين بأنه “استطاع استدراج الغناش الى لبنان وتسليمه الى ومخابرات الجيش”، وتوجهت بالشكر إلى قيادة الجيش على الإنجاز الكبير الذي حقّقته بإلقاء القبض على المجرم الفار حسن الغناش.
وتشير المصادر الى أن ناصر الدين يعمل كمهرب للأشخاص من التابعية السورية، من لبنان إلى سوريا وبالعكس، مقابل مبلغ من المال، وصادرة بحقه مذكرات توقيف غيابية عدة بهذه التهم، وهو متواري عن الأنظار.
ووفق المعلومات، فإن المداهمة جاءت على هذه الخلفية. مشيرة الى أن حسن الغناش تواصل مع ناصر الدين لينتقل من لبنان إلى حمص، وعندما استلم ناصر الدين الغناش، قام بحجزه وإرسال “فيديو” التعذيب لذويه من أجل ارسال فدية ماليه تبلغ 15 الف دولار، وقام بسلب اغراضه والمبلغ المتوافر معه. وعند توافر المعلومات لدى مخابرات البقاع بوجود الغناش في منزل محمد ناصر الدين عند الحدود السورية – اللبنانية في منطقه القصر، أرسلت دورية إلى المكان المذكور وقامت بدهمه، حيث ألقت القبض على الغباش ولاذ محمد ناصر الدين ومجموعته بالفرار إلى الجانب السوري. وبعد عمليه تحرير الغناش من محمد ناصر الدين وتوقيفه، استغل ناصر الدين الموقف ليُغطي على فعلته، ونشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه هو من قام بتسليمه للقوى الأمنية.
متى دخل الغناش الى لبنان؟ وهل دخل بطريقة شرعية أم هرب أيضاً؟ ومنذ متى يقطن في لبنان؟ وما طبيعة علاقته بناصر الدين؟ وكيف وصل إليه؟ وهل جمعتهما جرائم أخرى غير التهريب؟ الإجابات على هذه الأسئلة تساعد على جلاء حقيقة ما إذا كان لناصر الدين علم بالجريمة.. هل هو على علمٍ مسبق أم لاحق بجريمة أنصار؟ أم أنه فقط مسهل من دون علم بنوايا الغناش الجرمية؟ أم علم بعد وقوع الجريمة؟ لا سيما أن اطمئنان الغناش المسبق إلى وجود وسيلة للهرب عبر ناصر الدين قد يكون شجع الغناش على ارتكاب الجريمة لعلمه بأنه سيلوذ بالفرار.
كما أن هناك أسئلة حول ما إذا كان هناك أشخاص عملوا على إيصال الغناش إلى البقاع، وهم من أوصلوه إلى ناصر الدين.