قبل أشهر، طلب القضاء العسكري الاستماع إلى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بصفة شاهد في ملف مجزرة الطيونة. يومها أعلن جعجع أنّه لن يمثل أمام القضاء قبل مثول الأمين العام لحـ.زب الله، ولم يحضر بعدما أُبلغ لصقاً بموعد الجلسة. وأدّت اتصالات وضغوط سياسية من جهات عدة إلى صرف القضاء العسكري النظر عن الاستماع إليه، رغم أنّ تحقيقات استخبارات الجيش أشارت إلى دور ما لقائد القوات من خلال عاملين في أمنه الخاص ومكتبه في معراب.
بحسب المصادر، استند الادعاء أمس إلى معطيات كشفها الرئيس السابق لـ “نمور الأحرار” جورج أعرج، في مقابلة على “يوتيوب”، تحدث فيها عن مسؤولية “القوات اللبنانية” عن المجزرة. إذ كشف أنّ مسؤول الحرس في القوات اللبنانية لدى جعجع زاره قبل ليلة من الجريمة ليطلب مساندة “الأحرار”، قائلاً: “سألني إذا في مونة على جماعة التيار لنكون جميعنا في المعركة… وقلي بكرا مش نظيف”. وأضاف: “كلّن بشرّانية إجو من بشري على عين الرمانة”.
بعد نشر المقابلة، جرت اتصالات مع القضاء العسكري لعدم إهمال هذه التصريحات، وطلب استدعاء أعرج لتقديم شهادته، وهو ما لم يحدث، إذ تم الاكتفاء بالمقابلة التي أحرجت القضاء العسكري ودفعته إلى الادعاء على جعجع، مع أنّ أعرج لم يكشف جديداً. إذ إنّ كل ما قاله موثّق في محاضر التحقيقات لدى استخبارات الجيش، فقد أثبتت التحقيقات أنّ الأمانة العامة للقوات اللبنانية أعلنت الاستنفار العسكري في أحياء عين الرمانة في الليلة السابقة لوقوع المجزرة، وأن اجتماعات عُقدت لعشرات العناصر بحضور المسؤول العسكري في المنطقة.
“الأخبار” ـ رضوان مرتضى