تصعيد ما قبل الهدنة.. طهران وبيروت فدية الحرب؟

| خلود شحادة |

العالم كله بحالة ترقب، من حرب إقليمية قد تندلع في أي لحظة، بعد التصعيد الكبير الذي انتهجه كيان الإحتلال الإسرائيلي، بعدوانه على لبنان وإيران طال مواقع قيادية لدى كل من “حزب الله و”حماس”.

تمكنت “إسرائيل” من تحقيق هدفها، باغتيال شخصية قيادية على المستوى السياسي في “حماس” الشهيد اسماعيل هنية، وشخصية قيادية عسكرية في “حزب الله” الشهيد فؤاد شكر، مما شكل ضربة قوية لمحور المقاومة، يكون العدو الإسرائيلي قد حقق “انتصاراً” عسكرياً، نظرياً ومعنوياً، من خلالها.

الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، كان هدفها واضحاً وهو تصفية القيادات، لتحاول “إسرائيل” ومن وراءها، القضاء على “العقول المدبرة” و”الأيادي المنفذة” داخل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وإيران، وهذا ما أثبتته بقواعد الإشتباك منذ بدء الحرب، عبر استهدافها بشكل شخصي للقياديين والتنفيذيين في المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.

رغم الخسارات الكبيرة التي مُنيت بها المقاومة، على صعيد قيادييها والبشر والحجر، إلا أن ذلك لا ينفي حجم الخسارة الكبيرة التي أوجعت “إسرائيل” بكسر شوكتها أمام المجتمع الدولي، فهي من جهة تعرّت أمام الشعوب والمحافل الدولية وظهرت بصورتها كمجرمة حرب، ومن جهة أخرى خسائر على كل الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والمادية والمعنوية حتى، والتي تجلّت بانقسام عامودي بين المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين، والتي كادت أن تحدث انقلاباً داخل كيان الإحتلال.

وضع الوفد “الإسرائيلي” الصورة هذه أمام الولايات المتحدة الأميركية، ليعود الوفد أدراجه إلى الأراضي المحتلة، حاملاً موافقة أميركية على تنفيذ عمليات الإغتيال.

لربما، كان طلب إسرائيلي، بالسماح لهم باستهداف هذه الأسماء، مقابل إنهاء حالة الحرب السارية منذ السابع من تشرين الأول 2023، قبل أن تدخل الحرب عامها الثاني، وقبل أن تبدأ عملية الإقتراع للانتخابات الرئاسية الأميركية.

ضوء أخضر أميركي، حصلت عليه “إسرائيل”، يخوّلها إعلان انتهاء الحرب، بعد تحقيق أهدافها، لأن نتنياهو لن يستطيع الخروج من الحرب من دون أي مكسب حقيقي يعلنه أمام الداخل المحتل، ليكون مبرراً له كل هذه الخسائر التي أصابت كيان الإحتلال في معركة “طوفان الأقصى”.

نفذت قوات الإحتلال مخططتها، وتمكنت من إغتيال قياديين من المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وليس آخرها ما زعمه العدو الإسرائيلي عن نجاحه باغتيال محمد الضيف أيضاً، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سيكون رد محور المقاومة على هذا الإعتداء “العالي السقف”؟

خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله كان واضحاً، أن العدو تجاوز الخطوط الحمر وبالتالي الرد لن يكون رد “جبهة اسناد”، بل معركة لا خطوط حمراء فيها.

كما ينتظر الجميع الرد الإيراني، خصوصاً بعد أن أعلن المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي أنه سيتم الرد على العدوان الإسرائيلي على العاصمة الإيرانية طهران.

فهل سيحتوي نتنياهو هذا الرد؟

الجواب على هذا السؤال ينتج سيناريوهات عدة، وهي التالية:

– احتواء نتنياهو الرد، مهما علا السقف من قبل محور المقاومة، لينهي بذلك حرب الـ10 أشهر.
– الرد الإسرائيلي على رد المحور، مما سينتج حرباً مفتوحة حتماً.
– ⁠استمرار حرب الاستنزاف.