أوقفت السلطات الفرنسية لبنانياً يحمل الجنسية الألمانية بتهمة الاتجار بآثار مسروقة، بعد أن وجه القضاء الفرنسي إليه اتهامات “الاحتيال وتبييض الأموال ضمن عصابة منظمة وتشكيل عصابة إجرامية” في قضية الاتجار بآثار منهوبة من دول في الشرقين الأوسط والأدنى تشهد اضطرابات سياسية وحروباً، ووضعه قيد التوقيف الاحتياطي، وهو مطلوب بموجب مذكرة توقيف أوروبية.
وأشارت صحيفة Le Canard Enchaîné التي نشرت خبر تسليمه إلى فرنسا، أن المشتبه به الأربعيني يملك معرضاً في مدينة هامبورغ الألمانية.
وأوردت الصحيفة الساخرة، أن الهيئة المركزية لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، تركّز في التحقيق على معرفة ظروف حصول متحف اللوفر في أبوظبي، من خلال صاحب المعرض اللبناني ـ الألماني، على خمس قطع أثرية أخرجت بشكل غير قانوني من مصر و”تبلغ قيمتها عشرات الملايين من اليوروهات”.
وسبق أن وُجهت التهم نفسها في 26 حزيران/يونيو 2020 إلى الخبير الفرنسي بآثار المتوسط كريستو كونيكي وإلى زوجه ريشار سمبير بعد انتهاء فترة حبسهما على ذمة التحقيق ثم أُخلي سبيلهما مع مراقبة قضائية.
ويشتبه في أن المتهمَيْن، وهما من الشخصيات المعروفة في أوساط الآثار في العاصمة الفرنسية، قد قاما بـ “غسل” قطع أثرية منهوبة من دول عدة شهدت اضطرابات سياسية منذ 2010 والربيع العربي، خصوصاً مصر وليبيا واليمن وسوريا.
وقالت مصادر مطلعة على الملف يومها، إن هذا الاتجار شمل مئات القطع بقيمة عشرات ملايين اليوروهات.
كذلك أفرج وقتها عن ثلاثة مشتبه فيهم آخرين من دون أن توجه إليهم أي اتهامات حتى الآن.
وكونيكي خبير في آثار منطقة المتوسط وعضو في جمعية المصريات الفرنسية، وسبق أن ورد أسمه مع اسم زوجه في قضية ناووس سرق من مصر في العام 2011.
وقد مر الناووس القديم عبر دبي إلى ألمانيا ومنها إلى باريس، وقد باعه كونيكي إلى متحف “متروبوليتان” العام 2017 بسعر أربعة ملايين دولار.
وكان هذا الناووس القطعة الرئيسية في معرض للمتحف النيويوركي. وقد أعيد رسمياً إلى مصر العام 2019 بعد تحقيق أثبت أنه نُهب خلال الثورة على نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وأثار إعلان فتح تحقيق أولي في تموز/يوليو 2018 ضجة في أوساط سوق الأعمال الفنية وتجار التحف في باريس التي تُعتبر أحد أهم المراكز العالمية في هذا القطاع.