هل اغتيال نصر الله يحلّ أزمة “إسرائيل”؟

| مرسال الترس |

منذ أن ظهر “حزب الله” في لبنان، كمقاومة للاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 والذي تخطى العاصمة بيروت الى حدود محافظة الشمال، والعدو الإسرائيلي يعتبر الحزب هاجساً يجب العمل على تقويضه بكل السبل المتاحة لديه.

وفي حين اقتصرت عمليات “المقاومة”، التي أُعلنت من لبنان منذ نهاية ستينيات القرن الماضي إثر إنشاء “منظمة التحرير الفلسطينية”، على إطلاق عدد محدود من صواريخ “الكاتيوشا”، فترد “إسرائيل” بقصف القرى الجنوبية التي انطلقت منها أو من قربها الصواريخ وصولاً إلى هذا الاجتياح أو ذاك… جاءت المقاومة مع “حزب الله” لتوجه ضربات موجعة إلى الإسرائيلي، الذي تعوّد على النصر خلال بضعة أيام على الجيوش العربية التي يصطدم معها بحروب.

ولذلك، اعتمد العدو الإسرائيلي على الاغتيالات للرؤوس الكبيرة في تلك المقاومة، علها تخيف الصغار وتطفئ الجذوة كما فعلت مع المقاومة الفلسطينية التي انتهت فعلياً عبر اتفاقات أوسلو. فاغتالت أحد قادة مقاومة الحزب الشيخ راغب حرب عام 1984، ثم أمين عام الحزب السيد عباس الموسوي عام 1992. بينما آثر الأمين العام الحالي السيد حسن نصر الله اعتماد سرية التحرك التي تقلق العدو، ومخاطبة العدو مباشرة وعلى قاعدة “الوعود الصادقة”.

واستمرت المناوشات والعمليات المدروسة، المصوّرة بالفيديو، بين مقاومة “حزب الله” وجيش العدو الاسرائيلي، لكشف حقيقة ادعاءاته ومجاهرته بأنه “الجيش الذي لا يُقهر”. حتى أجبرته في العام 2000 على الإنسحاب من جنوب لبنان على طريقة الهروب.

وانتظرت “إسرائيل” مهاجمة المقاومة لجنود الاحتلال على الحدود في العام 2006 وأسر بعضهم، لتشن على لبنان حرباً دمّرت قسماً من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ولكنها فشلت في اجتياز الحدود مجدداً.

ولكن، بالأمس، وبعد سقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ومقتل عدد من الأولاد كانوا يلعبون كرة القدم وجرح آخرين، رأى وزير المالية الإسرائيلي الحالي بتسلئيل سموتريتش، الذي يشتهر بالتطرف المفرط، أن الحل بدعوة حكومة بنيامين نتنياهو إلى اغتيال السيد نصر الله، إضافة إلى إحراق لبنان!

ولكن يبدو أنه سها عن بال سموترتيش وحكومته، أن أي اغتيال لأي من رموز المقاومة في لبنان لن يؤثر على جذوتها، فهي إلى جانب امتلاكها لكميات كبيرة من الصواريخ المتعددة المهام، وأسراب من المسيرات و”الهداهيد” التي تقلق العدو، فإنها تملك امتياز الشهادة التي لم ولن يصل إليها العدو الإسرائيلي في أي من حروبه أو صراعاته التي لا يبدو أنه يريدها أن تنتهي!