ورقة لبنانية إلى هوكشتاين؟

| غاصب المختار |

تفيد معلومات جهات رسمية، أن “الشغل ماشي”، منذ فترة، على “الحل الكبير” لمنطقة الشرق الاوسط، بدءًا بـ”التفاصيل الصغيرة” التي تتناول تسوية وضع غزة، وارتباطاً به وضع جنوب لبنان، لجهة إيجاد صيغة نهائية لترتيب وضع الحدود الجنوبية، وبما يناسب مصلحة لبنان في استعادة حقوقه في أراضيه المحتلة والنقاط المتحفظ عليها عند الحدود الجنوبية. لكن كل الامور مرهونة بمدى تجاوب الكيان الاسرائيلي، ومدى الضغط الذي يمكن ان تمارسه الإدارة الأميركية عليه.

وعلى الرغم من حالة الغموض السياسي القائمة حول التسويات التي يجري العمل عليها، علم موقع “الجريدة” من مصادر رسمية أن ثمة “ورقة عمل” لبنانية وضعت منذ فترة، أعدها مستشار رسمي حقوقي وقانوني سابق، وتتضمن رؤية شاملة للحل المستدام على الحدود الجنوبية، وتم تسليمها إلى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، تؤكد أن أي إجراءات على الحدود يجب أن تكون من الجانبَين، اللبناني والاحتلال الإسرائيلي. بمعنى أنه إذا كان لا بد من منطقة عازلة في جنوب لبنان، فيجب أن تكون هناك منطقة عازلة في شمال فلسطين المحتلة يخليها جيش الاحتلال الاسرائيلي. وقد أيد الرئيس بري هذا الرأي وأبلغه إلى هوكشتاين، الذي يبدو أنه نقله للكيان الاسرائيلي الذي تحفظ عليه، أو ربما رفضه، لذلك غادر هوكشتاين ولم يعد إلى بيروت.

وتضيف المعلومات، أن تنفيذ الحل، بحسب الورقة المطرو،حة يبدأ لاحقاً، بعد وقف المواجهات العسكرية ووقف إطلاق النار في غزة، وخلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني /اكتوبر، وتسلم الإدارة الجديدة، سواء برئاسة دونالد ترامب أو كمالا هاريس، فالمنطقة مقبلة على حلول كبيرة جداً، بدءاً من اليمن ـ السعودية، وأميركا ـ إيران، وسوريا ـ تركيا. وهناك امتداد سياسي إقليمي دولي للحلول قد يصل إلى وقف حرب أوكرانيا. لذلك، ترى المصادر أن روسيا ليست بعيدة عمّا يجري، وهذا ما دفعها إلى إيفاد الديبلوماسي فلاديمير سافرنكوف إلى دول المنطقة ومنها لبنان.

كما أن هناك أموراً تنتظر بدء التسويات الكبرى، بعدما تحرر الرئيس الأميركي جو بايدن من القيود الانتخابية، وأصبح بإمكانه الضغط أكثر على نتنياهو بهدف وقف الحرب في غزة والإنصراف إلى الحل الشامل لاحقاً، والذي يقوم على حل الدولتين. بعض الأطراف ترى أن الأمور يمكن أن تستغرق وقتاً، ولكن أي إدارة أميركية جديدة ستتولى هي الإشراف على كل هذه الترتيبات والتسويات، لأن أميركا عملياً، كما تقول المصادر، “صاحبة القرار واليد الطولى في الشرق الأوسط، حتى في موضوع رئاسة الجمهورية سيكون لها رأي في اختيار رئيس تتلاءم مواصفاته مع المرحلة التي يجري التحضير لها خلال الأشهر الستة المقبلة، من الآن وحتى بداية العام المقبل”.

وتضيف المعلومات أنه سيكون هناك نوع من “جوائز ترضية” للرئيس السوري بشار الأسد وللسعودية ولليمن، وربما لإيران، وستكون حاضرة على الطاولة. أما موضوع سلاح “حزب الله” فلن يكون حاضراً في المرحلة الاولى، وليس قبل إتمام الاتفاق على الحدود البرية التي وضعت خطوطها العامة، وأصبح جميع الأطراف في صورتها، على أن تشمل الجانب الاسرائيلي، كما تشمل الجانب اللبناني، إضافة إلى تسوية وضع غزة وارتباطاً به وضع الضفة الغربية.

وفي هذه الحالة المنطقة كلها مقبلة على حلول باتت مسوداتها جاهزة، ولكن تنتظر الظروف والمواقيت المناسبة للتطبيق، في حال تم الضغط الأميركي الكافي على رئيس الكيان الاسرائيلي نتنياهو لوقف الحرب ودخول تسوية تبادل الأسرى، ليبدأ من ضمن الحل البحث في إدارة قطاع غزة.