رغم الاجواء الملبّدة في أجواء التسوية الرامية الى انهاء الحرب في غزة، الا انّ التقديرات السياسية والديبلوماسية ترجّح بلوغها في مدى قريب، فيما تذهب قراءات سياسية الى مستوى عال من التفاؤل بانسحابها تلقائياً على لبنان في غضون بضعة اسابيع، ليس على شكل حلّ سياسي للمنطقة الحدودية فحسب، بل على شكل سلة متكاملة تبدأ من الجنوب الى الملف الرئاسي، تؤسّس بدورها لمسارٍ حكومي جديد يدفع نحو انفراج سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي.
هذه القراءة المتفائلة، تقابلها قراءة واقعية يُبديها مصدر مسؤول معني مباشرة بمفاوضات الحل السياسي، بقوله لصحيفة “الجمهورية”: التسوية ستحصل والحرب ستنتهي، لكنّ عقبات نتنياهو تؤخّرها. وليس في الامكان هنا تقدير فترة المماطلة التي يلعبها نتنياهو. ولكن في نهاية الامر سيرضخ الى التسوية.
وقال: امّا في ما خَص الشق اللبناني من التسوية، فلا رابط على الاطلاق بين الحل السياسي لمنطقة الحدود الجنوبية، وبين ملف انتخابات رئاسية الجمهورية، الذي يبدو اكثر تعقيداً من الملف الحدودي. ومن هنا فإنّ تكبير الحجر والحديث عن سلة متكاملة تحشر فيها الحل السياسي الحدودي مع الملف الرئاسي والملف الحكومي وسائر الملفات الاقتصادية والمالية، لا يعبّر عن الواقع، بل لا معنى له على الاطلاق.
وأضاف المصدر: كما ليس في الامكان تحديد موعد دقيق لبلوغ تسوية او صفقة تبادل بين “اسرائيل” وحركة “حماس” ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ليس في الامكان تحديد موعد بلوغ الحل السياسي. فما هو مؤكد أنّ التسوية في غزة تمهّد الطريق للبحث في حل سياسي على جبهة لبنان، ولكن متى سيتم بلوغه، وكم من الوقت سيستلزم ذلك، فذلك مرتبط بمسار المفاوضات التي ستحصل، وليس معلوماً مداها او ما يبرز خلالها من اشتراطات وغير ذلك.
وكشف المصدر ان ملف الحل السياسي جامد كلياً، وخلافاً لكل ما يقال، “فلا حديث مباشراً او بصورة رسمية او غير رسمية حوله. حيث ان كل الاطراف، لا سيما الاميركيين، باتوا مقتنعين بأنّ لا بحث جدياً في مفاوضات الحلّ السياسي الا بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وبالتالي ما يحكى عن اجراءات او ترتيبات او انسحابات او اخلاء مواقع او مناطق، لا اساس له على الاطلاق”.
ورداً على سؤال، قال المصدر: نسمع كلاما كثيرا وتحليلات عن معوقات ومطبّات من شأنها أن تُعيق الوصول الى صفقة تبادل، ولكن مستويات مختلفة في الادارة الاميركية تؤكد انّ هذه الصفقة باتت أقرب من أي وقت مضى. امّا بالنسبة الى ما خص لبنان فما زال الاميركيون يؤكدون ان احتمالات الحرب ضعيفة، ويصرّون أنهم مصممون على رعاية تسوية وحل سياسي عبر الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
ولكن ماذا لو تغيّر هوكشتاين؟ يجيب المصدر عينه: اولاً، احتمال أن يتغيّر هوكشتاين ممكن في حال تغّيرت الادارة الاميركية الحالية. وثانياً، يجب ان ننتبه الى انّ امامنا ستة أشهر لنعرف إن كان سيحصل تغيير ام لا. وهي فترة طويلة، فيما الاميركيون وفق ما نعرف باتوا أكثر استعجالاً من ذي قبل على إنهاء الحرب وإنجاز حل سياسي للمنطقة الجنوبية.