وصل رئيس الجمهورية ميشال عون والوفد المرافق، إلى مطار فيوميتشينو في روما، في زيارة رسمية إلى حاضرة الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، كما يزور للمناسبة نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي الرئاسي.
وأعرب عون عن سروره لوجوده في روما، مشيراً إلى “الأهمية التي يعلقها على لقائه، للمرة الثانية في خلال عهده، الحبر الأعظم البابا فرنسيس بالنظر إلى عمق العلاقات التي تربط لبنان وأبناءه من كافة الطوائف بالكنيسة والأحبار الأعظمين”.
ولفت إلى أن “لبنان يجتاز منذ فترة مرحلة قاسية من الصعاب الاقتصادية والاجتماعية انفجرت نتيجة تراكمات تعود لسنوات من إدارة خاطئة للشأن العام، تفاقمت مع انتشار وباء كورونا والانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت وسبّب كارثة إنسانية كبرى وأضراراً في الأرواح والممتلكات”.
وأشار إلى أن “للكرسي الرسولي مكانة خاصة في قلب كل لبناني، إذ لطالما وقف المسؤولون فيه إلى جانب لبنان، في مختلف الظروف الصعبة التي اجتازها، على مر تاريخه. وكان اللبنانيون من مختلف الطوائف مطمئنين على الدوام أن عين سيد الكرسي الرسولي عليهم، تحيطهم بالعناية والصلاة، وتؤكد على صون وحدتهم. والبابا فرنسيس سبق له أن أوفد لهذه الغاية صاحب النيافة أمين سر الدولة الكاردينال بيترو بارولين إلى لبنان عقب انفجار بيروت، وبعد قرابة السنة أمين سر العلاقات مع الدول المونسنيور بول ـ ريتشارد غالاغير. ولا يمكننا أن ننسى بادرة الحبر الأعظم في تخصيص يوم صلاة وتأمل خاص بلبنان في قلب الكرسي الرسولي في أول تموز المنصرم”.
وأضاف أنه “يحمل إلى قداسة البابا فرنسيس رسالة محبة باسم اللبنانيين جميعا، وتجديد الدعوة الرسمية التي سبق ووجهها إليه، لزيارة لبنان كي يعيد إليه الرجاء بانطلاقة مسيرة التعافي، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى دعائه وكلماته”.
واعتبر أن “المسيحية في لبنان ليست في خطر، على ما يصر البعض على تصويره”. وقال: “إني أتطلع إلى هذه الزيارة كبارقة أمل لنؤكد من خلالها أن لبنان ليس بزائل، وهو سيبقى على الرغم من كافة الصعاب ـ وهي جسام ـ نموذجاً للعيش معاً، وفق ما يصرّ عليه جميع اللبنانيين. وما من أحدٍ في لبنان قاتل الآخر بهدف تغيير مذهبه الديني أو إيمانه. من هنا ما زلنا نعتبر اليوم لبنان مركزاً للتلاقي في العالم بين المسيحية والإسلام بكافة طوائفهما، وكذلك ملتقى لمختلف الحضارات”.
وختم عون: “إن زيارتي، في هذا الظرف بالذات إلى عاصمة الكثلكة تأتي ليس في سياق توثيق العلاقات مع الفاتيكان، فحسب، فهذا أمرٌ مفروغٌ منه كونه ثابتة من ثوابت علاقات لبنان مع الخارج. لكننا نعتبر أن قداسة البابا، بصفته القوة الروحية والمعنوية الأكبر في العالم، هو أكثر من يساعدنا لا سيما في الظروف الصعبة، بما له من تأثير. وهو لم يتخلّف يوماً عن اعتبار لبنان أولوية، على الرغم من تكاثر اُطر اهتماماته في عالم يعاني من أزمات عديدة ومتشابكة، آخرها الحرب الدائرة في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، والتي ترخي بظلالها على العلاقات الدولية قاطبة”.