وسط هذا المشهد الضبابي، إقليمياً ودولياً، يبدو أن ثمة حراكاً رئاسياً مخفياً، يدور بعيداً عن الكواليس، انطلق من نتائج اجتماع “زوم” الذي ضم كلا من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي نزار العلولا، المكلف الملف اللبناني من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، سفير المملكة في بيروت وليد البخاري، والسفيرة الاميركية، والذي دام لاكثر من ساعة، دون أن يرشح عنه معلومات، رغم أن الأجواء التي سادت والتي أمكن الحصول عليها نقلاً عن أحد السفراء العرب في الخماسية، الذي أصر على أنه يتحدث من وجهة نظره، مؤكداً أن “الثنائي الشيعي” سيسير برئيس “الخيار الثالث” وأن ملف الشغور الرئاسي سيقفل قبل الانتخابات الاميركية في تشرين.
غير أن مصادر على صلة باجواء الرياض، أشارت لصحيفة “الديار” إلى أن البحث لم يدخل في التفاصيل، وأن الأطراف عرضت وجهة نظرها، حيث بدا أن واشنطن مستعجلة لتحقيق انجاز لبناني، أقله رئاسي، في ظل تعثر المسار الجنوبي، حيث يحاول الفريق الديموقراطي، الحفاظ على نسبة التأييد الكاثوليكي نفسها التي حصل عليها الرئيس بايدن، علما أن المرشح الجمهوري سدد أكثر من هدف في هذه الشباك، معينا كبار مسؤولي حملته، من الكاثوليك، والكلدان.
وأضافت المصادر أن هوكشتاين بدا يائسا من امكان تحقيق أي من الاهداف التي يطمح اليها، في وقت لم تبدِ المملكة السعودية حماسة كبيرة، معتبرة أن ايا من الاطراف المعنية غير حاضر لتقديم التنازلات في الوقت الراهن، حيث سعي الجميع إلى تجميع الاوراق للعبها لاحقا متى حان الوقت.
ورأت المصادر أن تجربة العام 2017 مع تمرير العماد ميشال عون رئيسا، تختلف تماما ظروفها عن الوضع الراهن، مشيرة الى ان الواضح حتى الساعة ان الامور ذاهبة في حال وصول ترامب الى البيت الابيض في اتجاه رئيس تحد، ذلك ان التفاوض مع طهران، سيكون صعبا وشروطه ستكون قاسية، وعليه فان الامور ليست متجهة نحو حل في الامد المنظور.
واعتبرت المصادر لصحيفة “الديار” أن رد الثنائي على المعارضة، بداية مع رفض خريطة طريقها، وثانيا مع تعليق قرار التفاوض والحوار الثنائي معها، ان دلّ على شيء فعلى ان الامور معقدة، خصوصا ان ثمة “نقزة” من موقف التيار الوطني الحر، الذي رفع سقفه الى اعلى الحدود، معتبرا ان طرح المعارضة لا يتعارض مع طرحه.