أشار رئيس “الحزب القومي السوري” ربيع بنات، إلى ان “لبنان يمر في عهد من عهود الطغيان لم يعرف له مثيلا من قبل”.
وفي احتفال أقيم في مسرح المدينة في بيروت، للإعلان عن أسماء المرشحين للإنتخابات النيابية المقبلة، قال بنات: “لقد ظهرت الخديعة أيها الشعب، عقود من التفقير والإخضاع بسياسات الريع والاستدانة والاستهلاك والرشوة وتفكيك البنية الاجتماعية والزراعية والصناعية والصحية والتربوية لحساب تجميع الثروات وبناء القصور والإتجار بالإنسان والأفكار والموارد وسرقة المال العام”.
وأضاف: “لقد تخلوا عنك أيها الشعب، هؤلاء الذين جمعوا الثروات باسمك وباسم الطائفة، حرموك من المستشفى والمدرسة والمياه والمواصلات والقمح والحليب والدواء والسعادة، ثم سرقوا مدخراتك القليلة، ليكملوا حياتهم هانئين”.
ولفت بنات الى أن “الحزب كان أول من انتفض على هذا النظام الطائفي، منذ تأسيسه وتنبأ بمصيره المحتوم بالفشل والعجز. حيث قال أنطون سعادة كلمته ومشى سيراً واضحاً متيناً فأسس حزباً عظيماً، خاض معركة استقلال لبنان بدم أعضائه وحيداً. ثم ثار على النظام الطائفي فكان أن نفذ هذا النظام إرادة الخارج باغتيال سعاده. ثم ثار الحزب على النظام مرة أخرى، وتحمل القوميون السجن والاستشهاد واستمروا على إيمانهم”.
وأكد أن “مرشحي الحزب سينفذون خطط الحزب ومشروعه للاصلاح السياسي والقضائي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ليعبروا عن روحية النهضة القومية الاجتماعية، ويكونوا خير مثال عن نواب الأمة لا الطائفة أو الفئة أو المنطقة، نواب المواجهة لا نواب المهادنة”.
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: “إن المعارك البرلمانية إلى جانب النضال الشعبي والتعاضد الاجتماعي هي البديل عن المعارك المسلحة، التي يحاول البعض جرك إليها، إلى حروب الزواريب الصغيرة، إلى الفوضى والاقتتال الداخلي، إلى السرقة والقتل والنهب والسلب، إلى الخراب الأخير، إلى الهجرة عن البيت والشجرة والذكريات. ولقد حاول كثيرون بهذا القانون، وغيره، إقصاء الحزب السوري القومي الاجتماعي لأنه حزب الشعب والأرض، حزب الدولة الوطنية لا حزب الشخص والطائفة أو حزب النظام المصنوع على يد الخارج”.
وتابع: “يا شعبنا في لبنان، قل كلمتك وانهض، إنهض من النزاعات الطائفية إلى رحاب المواطنة والوطن، لفصل الدين عن الدولة فصلا نهائيا تاما، لقانون موحد للأحوال الشخصية، للزواج المدني. قل كلمتك وحاسب من سرق تعبك وأحلامك وأمانك وخبزك ومن أوصلك إلى الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، حاسب المصارف والفاسدين وسارقي المال العام. كلمتك وقاوم المحتلين والمتعدين، قاوم كل من يخرق سيادتك في البحر والبر والسماء، وافتح صدرك للآتين من الشرق والغرب على أساس السيادة والمصلحة الوطنية لا الانبطاح للخارج والمصلحة الشخصية للسماسرة والرأسماليين”.
وختم: “إن التحدي الماثل أمامنا هو تحدي الفوز بهذه المعركة السياسية، وباستطاعتنا أن نحول التهديد إلى الفرصة لكي نقول كلمتنا الفصل كلما حان الوقت، وكما عودنا التاريخ، لأن فيكم القوة التي إذا فعلت لغيرت وجه التاريخ. أنتم الماكينة الإدارية والحزبية والثقافية والفكرية، وعلينا أن نكون على قدر الاستحقاق”.