مصادر بيروتية تكشف عن “المحرك الرئيسي” للاحتجاجات أمس!

تشير مصادر سياسية بيروتية لصحيفة “الديار”،الى أن عدم تبني أي جهة رسمية لتحرك الأمس، لا يعني بالضورة أنه يتيم الاهل، كاشفة عن وجود وجهتي نظر بشأن التحركات، الأولى هي أن المحرك الرئيسي هو «تيار المستقبل»، والثانية هي أن المحرّك هو «غياب المستقبل».

تشرح المصادر هذا الموقف، معتبرة أن مؤيدي وجهة النظر الاولى يعتبرون أن «تيار المستقبل» يحضّر الأرضية لعودة رئيسه سعد الحريري الى بيروت وإطلاق عمله السياسي الانتخابي بعنوانين تحمل الطابع المعارض، تنطلق من الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وحالة الشعب الذي يئن من وقع الأزمة.

وترى المصادر أن الحريري لن يجد أفضل من هذا الخطاب ليخوض عبره الانتخابات، فهو المُبعد حالياً عن نعيم السلطة، وجنة المعارضة في آن، ويحتاج الى موطىء قدم.

كذلك تتوقف هذه المصادر عند الدعوة التي أطلقها المكتب التربوي في «المستقبل» للأساتذة في القطاعين العام والخاص، إذ دعاهم إلى الإضراب المفتوح، احتجاجا على الوضع السيىء الذي وصل إليه الأساتذة، مهاجماً «الواقع الذي أوصلتنا إليه هذه السلطة اللامسؤولة»، معتبرة أن هذه الدعوة تأتي استكمالاً للنشاط الشعبي الذي بدأه «تيار المستقبل»، ويبدو أنه سيستكمله بالأيام المقبلة حيث توحي كل المعطيات أن التحرك يوم الإثنين لن يكون الاخير.

أما وجهة النظر الثانية، فتقول أن التحركات في الشارع السني جاءت نتيجة غياب أي ضابط إيقاع في هذا الشارع، معتبرة أن غياب الحريري عن الصورة، وضُعف حضور «تيار المستقبل»، يسبّبان فوضى كبيرة في الساحة السنية، ومؤشراته بدأت بالظهور من خلال تحريك هذا الشارع من قبل أياد خفية، غير معروفة ما إذا كانت تنتمي الى جهات سياسية أم جهات بالحراك المدني.

وترى المصادر أنه بحال ثبُت عدم علاقة «تيار المستقبل» بالتحركات، فإن هذا الامر يؤشر للفوضى القائمة بالشارع السني بسبب غياب الحريري، وهذا ما يعني بالتالي أن وضع هذه الساحة سيكون خطراً جداً بحال قرر الحريري رسمياً عدم العودة الى لبنان، وعدم خوض الإنتخابات.

إن غياب الحريري يجعل الساحة مكاناً خصباً للطموحات السياسية والشعبية، والتطرّف في آن، وبدل أن يكون المستقبل لاعباً وحيداً مُمسكاً بزمام اللعبة، يتعدد اللاعبون، وتصبح اللعبة غير مشروطة، بل على الأكثر، محكومة بشروط كل طرف، حتى ولو تضاربت الشروط أحياناً.