| غاصب المختار |
استفادت روسيا من ترؤسها لمجلس الأمن الدولي خلال شهر تموز، ووجود وزير خارجيتها سيرغي لافروف في نيويورك لترؤس الاجتماعات الوزارية الجارية لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، ومحاولة وضع حد للحرب في قطاع غزة وإحياء عملية السلام، فأوفدت إلى دول المنطقة العربية المبعوث الخاص لوزير الخارجية فلاديمير سافرونكوف في جولة شملت المملكة السعودية ولبنان وفلسطين المحتلة، حيث يلتقي فيها مسؤولي سلطات الاحتلال الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية.
كان الموفد الروسي واضحاً في كلامه بعد لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإشارته إلى أن مهمته تتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط، حيث دعا “إلى ضرورة قيام كل الأطراف بضبط النفس تمهيداً لإحياء عملية السلام”.
كما ناقش وضع المنطقة وعملية السلام مع الرئيس نبيه بري ومع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ووضع الجنوب المتوتر وسبل ضبط انفلات وضع الحدود مع قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وفيما أفادت مصادر رسمية أن الموفد الخاص لوزير الخارجية الروسية عرض التحركات الجارية في بعض العواصم، لا سيما عواصم الرباعية الدولية (روسيا وأميركا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) حول سبل تحريك عملية السلام، و”دور روسيا المهم فيها، مؤكداً أن هذه العملية لن تتقدم من دون مشاركة روسية فاعلة”. فهو لم يحمل أي مقترحات خاصة بهذا المجال.
لكن مصادر دبلوماسية متابعة للزيارة أوضحت لموقع”الجريدة” أن سافرونكوف أوحى بكلامه عن أن “عملية السلام لن تتقدم من دون الدور الروسي الفاعل فيها”، بأن الادارة الدبلوماسية الروسية تسعى لمنع التفرد الأميركي بترتيب حل سلمي أو تسوية سياسية لوضع المنطقة بعد وقف حرب غزة، وتصر موسكو على أن تكون شريكاً كاملاً مع الرباعية الدولية في ترتيب أوضاع المنطقة ودفع عملية السلام إلى الأمام إذا أمكن ولم تتعرض المحاولات لعرقلة “إسرائيلية” أو حتى أميركية.
وأوضحت المصادر أن الموفد الروسي أكد ضرورة إجراء الحوار الداخلي اللبناني من أجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية لمواكبة تطورات المنطقة وترتيباتها اللاحقة.
وبموازاة حركة سافرونكوف في لبنان وبعض دول المنطقة، كان وزير الخارجية لافروف يعقد لقاءات في مجلس الأمن مع وزراء بعض الدول العربية ومنها الكويت أمس الاول، في إطار المسعى الدبلوماسي الروسي ذاته عبر تنسيق المواقف مع دول مؤثرة عربياً “من أجل تسهيل التسوية السياسية والدبلوماسية للصراعات الإقليمية”، فيما أبدى عدد من الدول اهتماماً بعقد لقاءات ثنائية مع لافروف. مع الاشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي أكد “أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض حقيقة أن الفلسطينيين لن يحصلوا على أي دولة، وبدلاً من ذلك، ستخلق واشنطن صورة جميلة لنفسها من دون تغيير الوضع الراهن”، وهي إشارة إلى روسيا ترى أن الادارة الأميركية ما زالت تمارس نفس السياسات التي أدت الى نسف كل جهود السلام عبر دعمها المطلق وغير المحدود للكيان الاسرائيلي.