تسلم وزير الإعلام الجديد زياد مكاري من الوزير بالوكالة عباس الحلبي مهام وزارة الإعلام وذلك خلال حفل التسليم والتسلم الذي اقيم في الوزارة.
وخلال الاحتفال، بارك الحلبي للوزير مكاري تسلمه هذه المهمة الدقيقة في ظروف معقدة”، متمنيا له “التوفيق والنجاح، كما نتمنى لفريق العمل في وزارة الإعلام وتلفزيون لبنان، أن يتعاون مع الوزير الجديد، وأن يضع خبراته بتصرفه من أجل متابعة استنهاض القطاع وقيامه برسالته الوطنية”.
وأشار الحلبي الى انه “على الرغم من الفترة القصيرة التي أمضيناها في وزارة الإعلام، فقد أردناها أن تكون مثمرة بالتعاون مع الجهات الدولية والدول الصديقة، وإنها مناسبة لتسليمكم الأمانة، معززة بالعديد من المشاريع التي نأمل أن تتمكنوا من إيصالها إلى مراميها:
– استكمال التعاون مع اليونيسف في مشروع تعزيز القدرات لكشف الأخبار الكاذبة واستدامة الخدمة الإخبارية مع دعم تقني للقيام بهذه المهام من خلال هبة تشمل 25 جهاز كمبيوتر متطورا وتأهيل مكان العمل، واستدامة الطاقة الكهربائية بتركيب ألواح للطاقة الشمسية على سطح مبنى الإذاعة.
– استكمال تطبيق الإتفاقية مع الجانب الفرنسي بالتعاون مع السفارة الفرنسية في لبنان ومعهد INA، عبر العديد من ورش العمل الهادفة إلى حفظ ورقمنة وتقييم الأرشيف في إذاعة لبنان و”الوكالة الوطنية للإعلام” ومركز الدراسات والمنشورات اللبنانية وتلفزيون لبنان. وهذا التعاون سوف يمكن لبنان من حفظ التراث الثقافي والسمعي البصري من جيل إلى جيل، ويجعل الولوج إليه وعرضه للباحثين والإعلاميين والرأي العام، بطريقة أسهل وأكثر سرعة وفاعلية.
– استكمال التعاون مع اليونسكو في برنامج تدريب الإعلاميين على حسن تغطية الإنتخابات، وتعزيز قدراتهم التقنية، وإسهامهم في الإبتعاد عن خطاب الكراهية، من خلال حملات إعلامية لتوعية الجمهور على أهمية ممارسة حقه في اختيار المرشح المناسب بعيدا من أجواء التوتر والتعرض للرشوة.
– استكمال التعاون بين الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الهادف إلى إطلاق حملات إعلامية للتوعية ضد نشر العنف في وسائل الإعلام، لتأثيره على الأطفال وسلوكياتهم في المجتمع.
ـ متابعة مشروع القانون الذي تقدمنا به، والذي يهدف إلى السماح باستثمار استديوهات إذاعة لبنان للإنتاج الفني والإعلامي، من خلال آلية للتمويل والرعاية، وإعداد مشروع مماثل لاستثمار استوديوهات تلفزيون لبنان من خلال خصوصية وضعه القانوني كمؤسسة عامة مستقلة.
ـ متابعة التعاون مع سفير الهند، لجهة الإفادة من استعدادات دولة الهند لتدريب فريق عمل من وزارة الإعلام، على الأمور التقنية والمعلوماتية والإدارية والإعلامية بصورة كاملة متحملة كل نفقات السفر والاقامة والتدريب.
بدوره، قال مكاري إنها “لمهمة مشرفة ومسؤولية كبيرة أن اتسلم اليوم، من زميلي الحلبي، وزارة الاعلام في لبنان، ولأنني أتولى وزارة تعنى بأغلى ما لدينا في لبنان، ألا وهي حرية التعبير”.
أضاف: “أتسلم وزارة الاعلام في زمن نحن بأمس الحاجة فيه إلى إظهار رغبة الحكومة وعملها، حكومة “معا للإنقاذ”، من أجل الخروج من الأزمة، الأمر الذي يتطلب مقاربة شاملة تبدأ بتضافر جميع الجهود داخليا وصولا إلى تكريس مبدأ التواصل والتعاون بين لبنان والدول العربية”.
وأكد مكاري “التزامه بمواقف الحكومة اللبنانية، خصوصاً سياسة النأي بالنفس عن الخلافات العربية-العربية والتي تهدف إلى ترسيخ وحدة لبنان الداخلية من جهة، وإلى صون وتمتين وتحسين علاقاتنا مع الدول العربية من جهة أخرى”.
وتابع: “أتسلم وزارة الإعلام ونحن على بعد شهرين من استحقاق الانتخابات النيابية، والتي نعول عليه الآمال، كما جميع اللبنانيات واللبنانيين، من أجل انتخاب مجلس نيابي جديد، يسمي حكومة جديدة وينتخب رئيسا للجمهورية فتنتظم الحياة الديمقراطية”.
وتوجه إلى “الجسم الإعلامي، أفرادا ومؤسسات، وقال: “نعلم جميعا أنه لطالما تميز لبنان بحرية التعبير، ولا بد لنا من أن نتسمك بها. وحرية التعبير هذه، في ظل الظروف الحالية، يجب أن تصب في مصلحة المواطن الذي يعاني ما يعانيه من هموم معيشية خانقة، وفي مصلحة لبنان الذي يمر في مرحلة حرجة من تاريخه”، متمنيا أن “ترتقي المساحة الإعلامية الانتخابية لمصاف الخطاب العقلاني والبناء، عوضا عن سياسات نكء الجراح ونبش الماضي الأسود البغيض، وسياسات الهويات التي تضعنا في خانات ومواقف جامدة لا يمكن لنا من خلالها تأمين الاستقرار الكفيل للخروج من القعر الذي وصلنا إليه ومن أجل تدعيم مسيرة التعافي الذي باشرت فيها حكومة معا للإنقاذ”.
وتعهد مكاري “بوضع برنامج عمل تشاركي مع الجسم الإداري والإعلامي، على إن أطلق بعدها رؤية أولية لعملي في الوزارة، في أقرب وقت ان شاء الله. لكن، وقبل نشر هذه الرؤية، اتعهد بأن افتتح مهامي من خلال اجتماعات مع المدير العام، ورؤساء الدوائر والاقسام والموظفين العاملين في الوزارة، وذلك إدراكا مني بأن العمل المؤسساتي الرسمي يقوم على جهد والتزام هؤلاء”.
وختم: “أخيرا، ولجميع العاملين في الشأن الإعلامي، أفرادا ومؤسسات، وعدي لكم بأن أبواب هذه الوزارة ستكون مفتوحة لكل الأفكار والمبادرات التي تصب في مصلحة لبنان والمهنة وتحديدا في مصلحة حرية التعبير. ولنا كلام كثير في الأيام المقبلة”.